كلمة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في حفل تخليد الذكرى العاشرة لانطلاق برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة”.
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
حضرات السيدات والسادة،
يسعدني اليوم أن أشارككم الاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة”.
و اغتنم هذه المناسبة لأشيد بكافة الشركاء الذين تتشرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بالتعاون معهم، كما أهنئهم بهذه المناسبة على الجهود الكبيرة التي بذلوها وعلى تعاونهم المستمر الذي يعكس حرصهم المتواصل على جعل هذا البرنامج الرائد نموذجا يُحْتدَى به في مجال التوعية والتحسيس بقضايا البيئة.
ينضوي هذا المشروع الطموح ضمن المهام الموكلة للمؤسسة من لدن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي يحرص على تخويل المسألة البيئية المكانة اللائقة بها ضمن أَوْلَويات المشروع المجتمعي الرائد الذي حدد جلالته ملامحه الكبرى. كما يندرج في إطار البرنامج العُشَري الذي وضعته المؤسسة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية، والذي يهدف إلى تربية الناشئة على الاهتمام بقضايا البيئة وإذكاء الحس الإيكولوجي لديهم، وذلك باعتبارهم نساء ورجال الغد الذين سَتُناط بهم مسؤولية الحفاظ على توازنات مختلف المنظومات البيئية ويشكلون الدعامة الرئيسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
حضرات السيدات و السادة،
إنطلاقا من اقتناعنا الراسخ، بدور التربية البيئية في تطوير الوعي البيئي وبلورة سلوك مسؤول تجاه البيئة، وباعتبارها الشرط الأساسي في إنجاح أي سياسة بيئية، بادرت مؤسستنا منذ إحداثها إلى إبرام مجموعة من الاتفاقيات المثمرة مع عدد من الشركاء بهدف تعبئة وحشد كافة الطاقات لتعزيز وتقوية برامج التربية على حماية البيئة والتنمية المستدامة.
و وعيا منها أن المحافظة على البيئة لها أبعاد وطنية و دولية، بادرت المؤسسة إلى الانفتاح على محيطها الإقليمي و الدولي وعقد شراكة مع عدة منظمات دولية تعتني بالتربية البيئية والتنمية المستدامة، نخص بالذكر منها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وكذالك المؤسسة الدولية للتربية البيئية (FEE) التي انخرطت فيها مؤسستنا سنة 2002 كأول هيئة تنتمي لدولة عربية و إسلامية. و منذ ذلك الحين، شرعنا في تنفيذ عدة برامج للتربية على البيئة من بينها برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” الذي نحتفل اليوم بذكراه العاشرة.
و يرمي هذا البرنامج إلى تَلقين تلامذة التعليم الثانوي التربية البيئية بالاعتماد على مقاربات و آليات مُعْتَرَف بها دوليا تُمَكِّنهم من اكتِساب المعارف و السلوكيات الضرورية لممارسة المواطنة الواعية بيئيا. كما يُتيح لهذه الفئة من الشباب إمكانية المشاركة في التظاهرات الدولية التي تُنَظِّم في هذا الإطار، والتي توفر لهم فرصة سانحة للتعارف مع نظرائهم من مختلف بقاع العالم والظَفَر بالجائزة الدولية التي تُمْنَح سنويا بهذا الخصوص. وإنه لمن بواعث فخرنا واعتزازنا أن عددا من تلامذتنا قد جرى الاحتفاء بهم وتكريم أعمالهم مرات عديدة على الصعيد الدولي. ويعود الفضل في هذه الانجازات إلى السادة الأساتذة الذين انخرطوا بحماس وتفان في عمليات التأطير. وإني أغتنم هذه المناسبة للإشادة بدورهم الرائِد في مواكبة الناشئة وتَجَنُّدِهم الدائم إلى جانب المؤسسة لخدمة قضايا البيئة.
و نظرا للنجاح الذي حققه هذا البرنامج ولما خلفه من صدى طيِّبٍ على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وسعيا لتعزيز تبادل الخبرات والتجارب بين جُلِّ المتدخلين في مجال التربية البيئية، ستستضيف بلادنا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبشراكة مع مؤسستنا، المؤتمر العالمي السابع للتربية على البيئة، الذي سيعرف مشاركة ممثلين عن 80 بلدا. وسيكون المغرب بذلك أول بلد عربي إسلامي يحظى بشرف احتضان هذه التظاهرة على أرضه شهر يونيو 2013.