وأكدت صاحبة السمو الملكي على أن هذا الحدث يأتي ليؤكد الالتزام لصالح التنمية المستدامة وبلورة خارطة طريق جديدة بغية تنفيذها على أرض الواقع خلال السنوات القادمة. كما أهابت سموها بتعبئة كافة الجهات المتدخلة ولاسيما المجتمع المدني من خلال إقامة آليات تسخير الموارد ونقل المعارف التقنية وتعزيز القدرات، بروح يسودها التضامن الإقليمي والدولي المدعم.
كما ذكَّرَت صاحبة السمو الملكي بأن المملكة المغربية أخذت على عاتقها منذ مؤتمر الأرض بريو في سنة 1992 الانخراط في تحقيق الأهداف ومبادئ التنمية المستدامة. ويتجسد هذا الانخراط بالأساس في مشروع الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس والذي تلته جولة واسعة من التشاور في جميع جهات المملكة.
وفي سياق حركية الإصلاح والتقويم، ذكَّرَت صاحبة السمو الملكي بأن الدستور الذي تم التصويت عليه بالاستفتاء في سنة 2011 يجسد مبادئ حماية البيئة والتنمية المستدامة ويؤسس مجلسا اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا ويؤكد قدرة المنظمات غير الحكومية على المشاركة في إعداد سياسات النمو وتنفيذها وتقييمها في إطار الديمقراطية التشاركية.
وبخصوص مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ذكَّرَت صاحبة السمو الملكي بمختلف البرامج التي تسهر على إنجازها والتي تنبني على التربية على البيئة وتنطلق من مبدأ ضرورة إعطاء قضايا التربية والبيئة مكانة محورية في إستراتيجيات حماية البيئة والتنمية المستدامة. وبهذا الصدد، أكدت صاحبة السمو الملكي على الاختيار الإستراتيجي الذي اعتمدته المؤسسة بالانخراط في التربية وشحذ الهمم، لاسيما الأجيال الجديدة، بغية تعزيز وعيهم وقدراتهم في مواجهة رهانات التنمية المستدامة.
وفي إطار هذه التدابير، تولي المؤسسة الأولوية للعمل التشاركي مع السلطات العمومية والقطاع الخاص من خلال توحيد جهودهم حول مشاريع ملموسة وتعبيرية والحرص على أن يكون جميع الفاعلين المعنيين بقضايا التنمية المستدامة ممثلين في هيئات تسيير المؤسسة وأن يشاركوا في تحديد تلك البرامج وتنفيذها.
وقد تمت إقامة مختلف المشاريع بناء على هذا النموذج عبر ربوع المملكة، كبرنامج ” الحفاظ على الساحل” وبرنامج “جودة الهواء” وبرنامج ” التعويض الطوعي للكربون” وبرنامج ” السياحة المسؤولة” وبرنامج ” المقاولات صديقة البيئة” وبرنامج “الحفاظ على واحات نخيل مراكش” المُعَدِّين ليكونوا قدوة ملموسة بالاستناد إلى التحسيس والتربية.
ومَكِّن نجاح تلك المشاريع والبرامج، بدعم من العاملين الاقتصاديين والنسيج الجمعوي إضافة إلى الشراكة مع وزارة التربية الوطنية، المؤسسة من تنظيم المؤتمر العالمي السابع للتربية على البيئة بمراكش خلال شهر يونيو القادم. وسيشكل هذا المؤتمر، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لـصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وهو أول مؤتمر يتم تنظيمه في بلد عربي إسلامي، فرصة سانحة للعلماء والاختصاصيين في التربية لمقارعة أفكارهم وتبادل تجاربهم. وستعمل المؤسسة على تعزيز أسس تعاون جنوب- جنوب وقد تم التوقيع مع برنامج الأمم المتحدة من أجل البيئة على مذكرة تفاهم في إطار زيارة صاحبة السمو الملكي لنيروبي (كينيا).
وتتعلق هذه المذكرة التي تمَكن المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة من أجل البيئة من معالجة قضايا البيئة والتنمية المستدامة بالاطلاع على المعلومات والمعارف البيئية وتبادلها وتشجيع التربية البيئية والتوعية وكذا تعزيز القُدُرات والتكوين في مجال البيئة والتنمية المستدامة.
وختمت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء خطابها بالتأكيد على العزم الراسخ للمؤسسة على وضع معرفتها التقنية في مجال التربية والتوعية رهن إشارة الهيئات والجمعيات الإفريقية.
ملف صحفي
إقرا الخطاب
خطاب فيديو
رواق الصور