إن برنامج حماية وتنمية واحة النخيل بمراكش، بعد مرور سبع سنوات على انطلاقه، يبين عن نتائج هامة ملموسة، إذ تم غرس 542000 نخلة اي بزيادة 26% مقارنة مع الهدف الرئيسي.و قد تم زرع 8000 نخلة في إطار برنامج التعويض الطوعي الكاربون، بدعم من مقاولات مغربية كبرى.
أما تدبير الماء وتشجيع توظيف الطاقات المتجددة فيتقدمان بخطى حثيثة. فمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة وبتعاون مع شركائها، تشتغل على مشروع ري الأغراس الجديدة بواسطة المياه العادمة الصادرة عن محطة التصفية بمراكش. وقد هم أول شطر من العملية 200000 نخلة منتشرة على 570 هكتار وسيمَكِّن من تفادي استعمال 725000 متر مكعب كل سنة انطلاقا من الفرشة المائية. وبالنسبة لمواقع الغرس الأخرى التي لا يُمكِن ريها بالمياه المستعملة، سيتم تشغيل الآبار بالطاقة الشمسية. وتشتغل اثنان منها منذ مدة بهذه الطريقة.
وتعمل المؤسسة، بمعية الأطراف المعنية ، على حماية أفضل لواحة النخيل ضمن المخطط القادم للتهيئة الحضرية لمراكش. كما تدرس كيفية تحويل منطقة “الولجة” ، إلى غاية 2015، التي تمتد على مساحة 250 هكتارا وتقع غربا، إلى موقع ذي أهمية بيولوجية وبيئية (SIBE) لتكون بالتالي بمثابة ملاذ بيئي.
وفي الأخير، ينكب البرنامج على دراسة إمكانيات الرفع من قيمة نشاط فئة من المزارعين العاملين بواحة النخيل، وذلك للحفاظ على هذا النشاط الضارب في التاريخ والضروري للمنظومة البيئية، وكذا القيام بحملات تحسيسية من خلال تقديم البرامج التي أظهرت نجاعتها ، مثل الصحافيون الشباب من أجل البيئة والمدارس الإيكولوجية والمفتاح الأخضر المخصص لتتويج الفندقيين.
كما أعطت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء إنطلاق برنامج إعادة تأهيل “غابة الشباب” المعروفة أيضا بتسمية “زيتون الاستقلال” وهي فضاء من أشجار الزيتون يمتد على 180 هكتارا ما بين المدينة وحدائق المنارة. وتدخل إعادة التأهيل هذه ضمن برنامج “مراكش، مدينة الحاضرة المتجددة”، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس في يناير 2014.
وقد وقعت المؤسسة على اتفاقية بمعية أربع هيئات، الأملاك المخزنية والبلدية، اللتان تعتبرات مالكتان مشتركتان في البقعة الأرضية ،الإدارة العامة للجماعات المحلية من أجل الدعم التقني والإداري والمالي التي من شأنها أن توفره، والولاية بناء على قدراتها الإدارية والتقنية للدفع قدما بالبرنامج مما يجعل منها صاحبة المشروع المعينة.
وتحدد هذه الاتفاقية مسؤوليات والتزامات كل طرف ، وستمكن من إعادة تأهيل الأغراس وإقامة نظام ري عصري واقتصادي للماء وإنجاز مختلف أشغال التهيئة. ووفاء منها لتوجهها، ستسهر المؤسسة على أن تتم إعادة التأهيل مع الحرص على احترام روح مصمميها.
وتتوفر المؤسسة على تجربة كبيرة في هذه النوع من العمليات، إذ ستكون غابة الشباب خامس حديقة تاريخية تستفيد من عملية إعادة التأهيل، بعد الحدائق العجيبة لبوقنادل وعرصة مولاي عبد السلام بمراكش (2005) وجنان السبيل بفاس (2010) ومنتزه ليرميطاج بالدارالبيضاء (2011).