جميعا من أجل بيئتنا

تم إطلاق مبادرة جديدة حول التغيرات المناخية من طرف صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ترتكز على تشجيع الأفكار وتقديم الحلول من لدن الشباب الأفارقة خلال قمة العمل المناخي لسنة 2019 التي يعقدها الأمين العام للأمم المتحدة على هامش فعاليات الدورة العادية للجمعية العامة. باعتبارها فاعلة ملتزمة على الصعيد الوطني والدولي، فإن صاحبة السمو الملكي، ومنذ عقود عديدة، تضع الشباب والعموم وبشكل ملموس ومتواصل في صلب أنشطة المؤسسة مع التركيز بشكل أساسي على التعليم من أجل تحقيق التنمية المستدامة.

هذه المبادرة عبارة عن شراكة بين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بالمغرب، YOUNGO (هيئة الأطفال والشباب للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي)، جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية و المجمع الشريف للفوسفاط (OCP)، وتجدر الإشارة إلى أن الشباب لعبوا دورا مركزيا في إقامة هذه المبادرة المشتركة.

تقدم مؤسسة محمد السادس لحماية البئية لهذه المبادرة خبرتها التي تمتد على مدى 18 سنة في مجال التعليم من أجل التنمية المستدامة بالمغرب بالإضافة إلى الإهتمام بالقارة الإفريقية، الحلول الرقمية والتعاون الدولي. ومن جهتها، تضع هيئة الأطفال والشباب للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي (YOUNG) رهن إشارة المبادرة عضوية أكثر من 200 شاب ومنظمة غير حكومية إ ضافة إلى الخبرات التقنية. أما جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية فتساهم بنهج التعلم من خلال الممارسة، شبكتها الإفريقية من الخبراء وكذا أحدث التقنيات، في حين توفر مجموعة OCP كل الدعم لهذه المبادرة من خلال رؤيتها المرتبطة بالقطاع الخاص.

يقدم مركز المناخ الفرصة للشباب الأفارقة لخلق وتنفيذ إجراءات ومبادرات واسعة النطاق لمواجهة التغيرات المناخية، حيث سيعمل على تعليم وإلهام الشباب وكذا تعبئتهم من أجل إحداث تغيير مستدام في مدارسهم، مجتمعاتهم ونظمهم البيئية المهنية وجميع المستويات المرتبطة بذلك.

الهدف من إنشاء هذا المركز هم توفير منتدى يمكن الشباب الأفارقة من مناقشة أفكارهم المرتبطة بمعالجة تحديات التغيرات المناخية، حيث سيتم احتضان الأفكار الأكثر فاعلية والقادرة على تحقيق الأهداف الرئيسية للمركز من أجل تطويرها والعمل على تنفيذها بعد ذلك. يأمل مركز المناخ إلى توحيد جهود الشباب الأفارقة المبدعين والمبتكرين في مجال التغيرات المناخية وتوفير مركز تعليمي لتأهيل الكفاءات ومساعدة الأشخاص على إيجاد وظائف مراعية للبيئة في إفريقيا أو ما يصطلح عليه الوظائف الخضراء.

وفي هذا الإطار، صرحت السيدة مريم هديا، البالغة من العمر 21 سنة وسفيرة الشباب لمركز المناخ : ” من جهة، تتأثر إفريقيا بالتغيرات المناخية، ومن جهة أخرى، تشكل مصدرا خصبا للحلول، ولكن لم يسبق لها أن توفرت على فضاء مندمج للشباب من أجل الالتقاء وتبادل الأفكار والآراء لإيجاد الحلول للتحديات التي تواجهها القارة. يستهدف هذا المركز الجديد الشباب الأفارقة القادرين على توفير الحلول العملية لمواجهة تحديات المناخ، حيث سيتم من خلاله تطوير الأفكار التي تتمتع بتأثير حقيقي على حياة الساكنة في العالم أجمع “.

سيمكن مركز المناخ الشباب الأفارقة من تحديد المجموعات والمنظمات المختلفة التي تنصت لأفكارهم وتستفيد من آرائهم وممارساتهم لتدعيم هذه المبادرة، حيث يهدف المركز إلى إنشاء منتديات تضم أهم الفاعلين والشباب؛ تقليص الفجوات الموجودة في القدرات إلى جانب نشر وتعزيز نهج مشترك وفعال يشمل جميع الأجيال.

لا يقتصر دور مركز المناخ على تقديم الأفكار، بل إن هدفه هو تحقيق نتائج ملموسة من خلال آليات الدعم المتوفرة لبلورة الأفكار إلى مشاريع حقيقية على أرض الواقع، وتضم شبكة لتسهيل الروابط عبر الحدود والأجيال، حاضنة ومركز للمعرفة، وستساهم هذه الآليات وغيرها من تطوير نظام بيئي إفريقي لمواجهة التحديات المناخية يشمل التعلم الإلكتروني، أفضل الممارسات والوظائف الخضراء.

سيتواجد مقر مركز المناخ (African Youth Climate Hub) بالمركز الدولي الحسن الثاني للتدريب في مجال البيئة بالرباط، المغرب، حيث سيعقد هناك الاجتماع السنوي لمركز المناخ الذي سيمكن الشباب من جميع أنحاء القارة الإفريقية من تقاسم المعرفة وتبادل أفضل الممارسات …

تتوافق توجهات مركز المناخ مع أهداف الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ وتتقاسم معاييرها الأساسية. لقد كان وسيظل هناك تركيز واضح على جعل هذا المركز قابلا للإستنساخ والتطوير؛ العمل بكفاءة لدعم الشركاء وتقييم مستوى النجاح؛ وإشراك الشباب في كل مرحلة من مراحل العملية بما فيها الحكامة والتدبير الإداري.

يتعين على المشاريع والممارسات التي يتبناها المركز أن تواجه وتتعامل مع بعد واحد أو أبعاد متعددة مرتبطة بمواجهة التغيرات المناخية و/أو تخفيف حدتها، وسيكون بمقدور الشباب تقديم مشاريعهم وطلب الاحتضان لتطويرها وتنفيذها على أرض الواقع، حيث سيصوت أعضاء مركز المناخ على أفضلها.

وصرح السيد Chiagozie Udeh، البالغ 25 سنة وأحد شركاء المبادرة وسفير الشباب من نيجيريا : “يتواجد الشباب الأفارقة ومشاريعهم في صلب هذا المشروع الهام، لأن هذا الجيل ورث بالفعل مشاكل تغيرات المناخ -وهي تحديات لم يتسببوا فيها ولكن يقع على عاتقهم إيجاد حلول لها- لذلك، نحن بحاجة إلى إنشاء منصات من أجل تنفيذ التزاماتهم وتحويل أفكارهم إلى حلول آنية ومستقبلية.”

contact@youthclimatehub.org :للتواصل معنا

روابط ذات صلة

الموضوع التالي