جميعا من أجل بيئتنا

دشّنت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة مـحمد السادس لحماية البيئة، يوم الثلاثاء 4 أكتوبر، غابة الشباب، وهي متنزه حضري كبير أعيد تأهيله بعد عدة سنوات من أشغال إعادة التهيئة. وتم إنجاز ورشة إعادة التأهيل مع الجماعة الحضرية مراكش، وولاية مراكش آسفي، ومديرية أملاك الدولة والمديرية العامة للجماعات الترابية.

غابة الشباب، منتزه زيتون يمتزج تاريخه مع تاريخ المغرب

عقب الاستقلال، وجّه المغفور له جلالة الملك محمد الخامس نداء للشباب بهدف إشراكهم في العديد من البرامج واسعة النطاق التي انطلقت في عهده من أجل تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ومن بين هذه البرامج، كانت إعادة تشجير منطقة قاحلة جنوب مدينة مراكش والتي تمثلت في زراعة آلاف أشجار الزيتون على مساحة مئات الهكتارات. وهكذا رأت النور “غابة الشباب”، وهو منتزه زيتون حضري شاسع ومشهور في المدينة المغرة، تكريما للشباب الذين ساهموا في ولادتها.

التربية والتحسيس بالتنمية المستدامة من خلال برنامج إعادة تأهيل المتنزهات والحدائق التاريخية

في إطار رسالتها المتعلقة بالتربية والتحسيس بالتنمية المستدامة، تعمل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة مع شركائها، في إطار برنامجها “تأهيل الحدائق والمتنزهات التاريخية” للمحافظة على المواقع ذات القيمة التاريخية والإيكولوجية العالية، ولاسيما من خلال دمج فضاءات بيداغوجية داخلها. في إطار هذا البرنامج، تمت إعادة تأهيل منتزه الزيتون بغابة الشباب، والذي يمتد على مساحة 120 هكتارا بالنسبة للجزء الذي يحتضن منتزه الزيتون، ويلبي دوره كفضاء للإنتاج الزراعي (بستان زيتون مستغل)، مع تقديم أنشطة متنزه حضري حيوي (مناطق جذب، رياضة، استرخاء، إلخ).

ولإعادة إحياء هذا الفضاء لفائدة سكانه وزواره المخلصين، أعطيت انطلاقة الأشغال سنة 2014. وتمثلت المراحل الأولى في المحافظة على ما هو موجود من خلال غرس 1160 شجرة زيتون وإعادة تأهيل أو حفر 3 آبار وتجهيزها بالمضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية. ومن أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي، بالإضافة إلى أشجار الزيتون، تمت زراعة 3420 شجرة و 64000 شجيرة في الفضاءات الأخرى.

كما تعلقت الأشغال أيضا بأحواض لتخزين المياه وشبكة الري الجوفية والسطحية، مما مكّن من حفظها وإعادة إنتاجها. هذا وتم استحداث نظام الري الموضعي لحفظ المياه وتوفيرها مع إعادة تأهيل الآبار وتركيب نظام إدارة إيكولوجية (الطاقة الشمسية)، مما يسمح باستقلالية الري بالنسبة لجميع المساحات المزروعة. كما تم التخطيط لمشروع الري بالتنقيط باستخدام مياه الصرف الصحي المعالَجَة من محطة التطهير والمعالجة في مراكش.

مسار بيداغوجي تم تصميمه من طرف خريجي المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية

تم تصميم المسار البيداغوجي في غابة الشباب من طرف طلاب المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط (ENA) خلال مسابقة للأفكار أطلقتها المؤسسة كجزء من مهمتها للتربية على التنمية المستدامة. وتندرج هذه المبادرة الموحدة للمؤسسة ضمن عملية تجريب وتقييم الإمكانات الإبداعية لدى طلاب المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية الشباب، بالإضافة إلى تجسيد التزام الشباب، بهدف تقديم مفاهيم وحلول مبتكرة من حيث التحسيس والتربية على البيئة والتنمية المستدامة.

 

وهكذا، فإن مفهوم المناظر الطبيعية في غابة الشباب قد رصد 6 محطات بيداغوجية تعليمية وممتعة، 4 منها كانت موضوع مسابقة للأفكار تم إطلاقها مع المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية سنة 2020، وتتعلق وحداتها بالمحاور التالية:

  • المحطة 1: منتزه الزيتون بغابة الشباب ؛
  • المحطة 2: الشجرة في المدينة ؛
  • المحطة 3: التنوع البيولوجي لجهة مراكش ؛
  • المحطة 4: تكيف النباتات مع البيئة الجافة ؛
  • المحطة 5: حديقة الحشرات والتلقيح ؛
  • المحطة 6: الخطارات.

 

منتزه الزيتون بغابة الشباب: فضاء للحياة والترفيه

تمثل الجزء الثاني من المشروع في تجهيز هذا الفضاء بمرافق رياضية وترفيهية، من أجل ترسيخ رسالته الأصلية. وقد تم تجهيز منتزه الزيتون بكافة التجهيزات الحضرية اللازمة لضمان راحة زواره، ولافتات التأشير، والإنارة الشمسية، والعديد من البرجولات والمظلات. وأخيرا، مسار ممتد على مسافة 3 كيلومترات وفقا لتوصيات الاتحاد الملكي المغربي لألعاب القوى ويتمتع الآن بجميع خصائص المسار المحترف.

 

حول البرنامج: تأهيل المتنزهات والحدائق التاريخية

قامت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بإعادة تأهيل عرصة مولاي عبد السلام في مراكش سنة 2004، وهي حديقة أميرية رائعة تبلغ مساحتها 8 هكتارات بالقرب من الكتبية. كما قادت منذ سنة 2007 أيضا برنامج حماية وتنمية واحة النخيل بمراكش بهدف الحفاظ على هذا الفضاء الرمزي الذي تم إنشاؤه مع المدينة والذي غذاها منذ فترة طويلة. وفي المغرب، قامت المؤسسة أيضا بإعادة تأهيل الحدائق العجيبة ببوقنادل (2005)، وجنان السبيل بفاس (2010)، ولارميطاج بالدار البيضاء (2011)، وحديقة الرحمة بالداخلة (2019) ولهبول بمكناس (2021).

لاكتشاف غابة الشباب ، يمكنكم الإطلاع على الكتيب عبر الرمز التالي

الموضوع التالي