شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، يوم الجمعة 08 دجنبر 2023، في الجزء رفيع المستوى حول التعليم من أجل التنمية المستدامة، الذي أقيم بمركز التعليم الأخضر في مركز دبي للمعارض، بمؤتمر الأطراف 28. وتقاسمت صاحبة السمو الملكي المنصة خلال الجلسة رفيعة المستوى حول إعداد كل متعلم للتغير المناخي، مع معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة والسيدة ستيفانيا جيانيني المديرة العامّة المساعدة لشؤون التعليم في اليونسكو، بحضور السيدة شما المزروعي رائدة المناخ للشباب في مؤتمرالأطراف COP28 وشخصيات بارزة أخرى.
ودُعيت صاحبة السمو الملكي لإلقاء كلمتها في المؤتمر السنوي الأول لشراكة التعليم الأخضر، المنطلق في شتنبر 2022 في خلال مؤتمر قمة الأمم المتحدة لتحويل التعليم في نيويورك، الذي نظمته الأمم المتحدة وشاركت فيه مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بفعالية.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء العمل الملموس والمستمر والمثمر لمؤسستها للتربية من أجل التنمية المستدامة من خلال البرامج التي تديرها منذ 20 سنة، بالشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
وسلطت صاحبة السمو الملكي الضوء على الإجراءات التي اتخذتها المؤسسة لتعبئة الشباب في إفريقيا وتوحيدهم انطلاقا من مبادرتيها «مركز الشباب الإفريقي حول التغيرات المناخية» و «شبكة الجامعات الخضراء وتعليم الشباب بإفريقيا»، إذ عبأت المؤسسة وشركاؤها عددا من أعضاء شبكة هاتين المبادرتين لحضور الدورة 28 لمؤتمر الأطراف بغية إسماع صوت بلدان الجنوب.
في كلمتها، قدمت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في خطابها مركز المناخ للشباب الأفريقي الذي يضم ما لا يقل عن 18000 عضواً، ينتمون لــــــــــــــ09 دول في القارة الأفريقية. وقد أسفرت الدورة الأولى للمبادرة عن إطلاق 10 مشاريع حققت دخلاً شهرياً يزيد عن 500000 دولار. كما أبرم حاملو هذه المشاريع أكثر من 20 شراكة وخلقوا أكثر من 15 وظيفة في مدة لا تتجاوز ستة أشهر. كما تلقت المبادرة خلال نسختها الثانية من عملية طلب عروض المشاريع، التي أغلقت في 15 أكتوبر 2023، ما لا يقل عن 245 مشروعاً.
ودعت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في كلمتها إلى مزيد من التضامن الدولي، لا سيما من لدن البلدان المتقدمة تجاه دول الجنوب، خصوصا في عصر الاستخدام المتزايد للتكنولوجيات الجديدة، مما يزيد من اتساع الفجوة بين بلدان الشمال والجنوب، بالخصوص ما يتعلق بالحصول على المعطيات والبيانات واستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم. ولمعالجة أوجه عدم المساواة هذه، أيدت صاحبة السمو الملكي أهمية اتخاذ خطوات ملموسة من خلال تبسيط إجراءات التمويل الدولية، وتيسير الولوج للموارد، وذلك لضمان الإدماج الكامل.
وشددت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء على أهمية الاستثمار في علم التربية، في عصر التكنولوجيات الجديدة والذكاء الاصطناعي، لتحويل الأجيال الشابة إلى مواطنين عالميين ينشطون في حماية كوكبهم. وذكرت سموها بالحاجة إلى كل النوايا الحسنة لمواجهة التحديات الراهنة.
وفي الأخير، أطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء نداءً ملهماً للشباب، داعية للتعبير عن إبداعهم وجعل العالم يتحرك للحفاظ على الكوكب من تغير المناخ. وشجعت صاحبة السمو الملكي الشباب على الاستفادة من حكمة الكبار، وهي مصدر إلهام للتكيف مع تحديات اليوم، في سبيل بناء مستقبل أكثر استدامة للجميع.
حول التربية من أجل التنمية المستدامة في مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة:
تتمثل المهمة الرئيسية لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في التربية والتوعية البيئية، فئتها المستهدفة الرئيسية هم الشباب. وذلك، استجابة لإيمان رئيستها، صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء أن التوعية البيئية للأجيال القادمة هي أحد أقوى وسائل ترسيخ التنمية المستدامة.
وقد وضعت المؤسسة منذ البداية برامج مخصصة لصغار السن واليافعين، تستند إلى الوسائل التربوية لمؤسسة للتربية البيئية (FEE) وموارد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة.
حالياً، تدير المؤسسة ستة برامج للتربية من أجل التنمية المستدامة للشباب من جميع الأعمار.
المدارس الإيكولوجية:
يعد برنامج المدارس الإيكولوجية برنامجا دوليا صممته مؤسسة التربية البيئية، وتنجزه في المغرب مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. لحدود الآن، استهدف البرنامج أكثر من 4000 مدرسة، ما سمح بتحسيس أزيد من مليوني طفل في مرحلة التعليم الأولي والابتدائي منذ سنة 2006.
الصحفيون الشباب من أجل البيئة:
أطلق هذا البرنامج من قبل مؤسسة التربية البيئية، وبدأ في المغرب في سنة 2002. وقد شارك في هذه المسابقة أكثر من 34000 من تلاميذ المدارس الثانوية والإعدادية وطلاب الجامعات. ويعمل الصحفيون الشباب على تحقيقاتهم من خلال تحليل المشاكل البيئية وتقديم حلول مقترحة لها بعد ذلك.
المدارس العالمية:
المدارس العالمية هو برنامج عالمي لشبكة حلول التنمية المستدامة يساعد أنظمة التربية والتعليم في جميع أنحاء العالم على دمج أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في المناهج الدراسية. ويهدف البرنامج إلى تزويد كل متعلم في المرحلة الابتدائية والثانوية بالمعارف والقيم والمهارات اللازمة لبناء عالم مستدام. والمغرب بلد رائد في البرنامج.
شبكة الجامعات الخضراء وتعليم الشباب بإفريقيا:
تضم شبكة الجامعات الخضراء وتعليم الشباب بإفريقيا، وهي برنامج تديره المؤسسة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مؤسسات التعليم العالي التي تدمج البيئة في تعليمها وتكوينها في مدنها الجامعية.
كما تعمل شبكة الجامعات الخضراء وتعليم الشباب بإفريقيا على تحسيس الطلاب بقضايا التنمية المستدامة.
وتشارك 22 جامعة من ثمانية بلدان أفريقية (المغرب وتونس وموريتانيا وكوت ديفوار والسنغال وجزر القمر وكينيا وأوغندا) في هذا البرنامج الذي تقوده المؤسسة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
مبادرة الشباب الأفريقي حول التغيرات المناخية:
مبادرة الشباب الأفريقي حول التغيرات المناخية هي مبادرة أطلقتها في نيويورك صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء خلال قمة العمل المناخي في 21 سبتمبر 2019، وهي شراكة بين المؤسسة وهيئة الأطفال والشباب للاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، وجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بن جرير. إنها شبكة شبابية وحاضنة للشركات البيئية الناشئة ومنتدى ومركز للمعرفة ومرصد للعمل المناخي.
الإدماج الرقمي:
أطلق برنامج الإدماج الرقمي خلال فترة الحجر الصحي المرتبطة بجائحة الكوفيد 19، وذلك لتمكين التلاميذ من مواصلة تعليمهم عن بُعد. ومنذ ذلك الحين يجدد البرنامج سنوياً؛ إذ توزع ألواح رقمية مزودة بموارد تعليمية طورتها المؤسسة وشركاؤها لصالح تلاميذ المدارس النائية في المناطق القروية بالمغرب.