تميزت الجلسة الافتتاحية لأشغال هذا المؤتمر المنظم حول موضوع ” الرهانات من أجل انسجام أفضل بين المدن والقرى “، بالرسالة الملكية السامية التي وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للمشاركين، والتي تلتها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء.
وأكد جلالته في هذه الرسالة أن هذا الملتقى العالمي الهام يكتسي أهمية خاصة، ليس فحسب بالنظر للعدد الكبير من الدول والمنظمات والهيئات الدولية المتخصصة المشاركة فيه، وإنما لكونه يشكل بحق مناسبة سانحة للتركيز على دور التربية والتوعية في تحقيق التنمية المستدامة، وتعميق البحث وتبادل الآراء حول أفضل المقاربات الواجب اعتمادها في هذا المجال، والتي تأخذ بعين الاعتبار التحولات المتنوعة والعميقة التي شهدها العالم خلال العشرية السابقة، منذ انعقاد المؤتمر الأول سنة 2003، بجمهورية البرتغال.
وأضاف جلالة الملك أن المملكة المغربية لواعية كل الوعي، بكون تحقيق نمو اقتصادي قوي ومطرد في إطار تنمية اجتماعية متوازنة، يقتضي انتهاج سياسة إرادية للمحافظة على البيئة، سياسة قائمة على تعبئة الطاقات وتكريس كل الجهود الوطنية لضمان تنمية مستدامة، قوامها الترابط بين البعدين الاقتصادي والإيكولوجي.
وأكد جلالته، في هذا الصدد، أن المغرب بذل مجهودات كبيرة على المستوى القانوني والمؤسساتي، من أجل تفعيل العديد من المخططات والبرامج الهادفة لإدماج البعد البيئي في مختلف السياسات العمومية الوطنية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز الأمين العام لشبكة المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية السيد ماريو سالومون، أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة سانحة لإبرام شراكات من أجل تعزيز المبادرات المحلية والإقليمية والدولية في مجال حماية البيئة.
وأضاف أن العالم يواجه تحديا يرتبط بتأمين تنمية عادلة ومستدامة تحظى فيها حماية التنوع البيئي والتقليص من الآثار السلبية للتلوث والاستخدام المسؤول للموارد الطبيعية بالأولوية، داعيا إلى اعتماد نموذج جديد للتنمية الفلاحية والصناعية والحضرية.
من جهتها، أكدت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” السيدة إيرينا بوكوفا، أن انعقاد هذا المؤتمر تحت الرئاسة الفعلية لصاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، يبرز مدى الأهمية التي تكتسيها التربية على البيئة داخل المجتمع المغربي.
وأشارت إلى أن الاهتمام بالتربية من شأنه تطوير المهارات الجديدة المرتبطة بحماية البيئية، مبرزة أن التربية على التنمية المستدامة تعتبر المفتاح لنشر المهارات وبناء ثقافة الاستدامة.
وشددت السيدة بوكوفا، في هذا الصدد، على ضرورة تعزيز المنظومة التعليمية وتكوين الأساتذة وإصلاح المناهج الدراسية، فضلا عن التربية على القيم وعلى المهارات المرتبطة بالاستدامة، بالنظر لكون تحقيق تنمية مستدامة لن يتأتى إلا بالتربية البيئية، التي يجب أن تكون في صلب الاستراتيجية العالمية الجديدة.
من جانبه، أكد المدير العام للإسيسكو السيد عبد العزيز عثمان التويجري ، على أن المغرب يضطلع بدور فاعل وكبير في العمل الاسلامي المشترك من أجل حماية البيئة ونشر التربية البيئية والوعي البيئي.
وأضاف أن الرسالة الملكية تؤكد بجلاء اهتمام المملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس بقضايا البيئة بصفة عامة والتربية البيئية بشكل خاص، منوها في هذا الصدد بمبادرات صاحب الجلالة الرامية إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والتسامح والتعايش بين الشعوب.
واعتبر من جانب آخر أن موضوع هذا المؤتمر يكتسي أهمية كبيرة بالنظر لما تضطلع به التربية البيئية في تطور المجتمعات والنهوض بمستوى الحياة بها والتقليص من الفوارق بين البادية والمدينة، مشيرا إلى أن حماية البيئة عملية معقدة ترتكز على ثلاثة مبادئ تتجلى في التربية والثقافة والقانون.
أما المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة السيد أشيم شتاينر، فثمن ريادة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة في هذا المجال، مما يبرهن- حسب قوله- على الالتزام الدائم للمغرب في مجال حماية البيئة والنهوض بالتربية البيئية.
بدوره، أبرز رئيس المؤسسة الدولية من أجل التربية البيئية السيد جان إريكسون، أن هذه المؤسسة تسعى الى تمكين الأشخاص من خلال التربية والتعليم من إيجاد حلول ملموسة لحل المشاكل المتعلقة بالبيئة، ورفع التحديات المطروحة في هذا الجانب، منوها بالدور الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة مما جعلها نموذجا رائدا في هذا الميدان.
كما تميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتقديم عروض فنية راقصة من قبل شباب وفنانين مغاربة تمحورت حول التأكيد على أهمية المحافظة على البيئة والنهوض بالممارسات التي من شأنها المساعدة على ذلك.
إثر ذلك قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء بزيارة لمعرض للطوابع البريدية حول مواضيع بيئية مختلفة، حيث قدم لسموها بهذه المناسبة طابع بريدي تخليدا لهذا الحدث الدولي من قبل المدير العام لبريد المغرب السيد أمين بنجلون تويمي.
ولدى وصول سموها إلى قصر المؤتمرات، استعرضت تشكيلة من القوات المساعدة أدت التحية الرسمية، قبل أن يتقدم للسلام على سموها وزير السكنى والتعمير وسياسة المدينة السيد نبيل بنعبد الله، ووزير التربية الوطنية السيد محمد الوفا، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيد لحسن الداودي، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عضو المجلس الإداري لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، السيد فؤاد الدويري، والرئيس المنتدب لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة السيد الحسين تيجاني.
كما تقدم للسلام على صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء المديرة العامة لليونسكو السيدة إيرينا بوكوفا، والمدير العام للإسيسكو السيد عبد العزيز عثمان التويجري، والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة السيد أشيم شتاينير، ورئيس المؤسسة الدولية من أجل التربية البيئية السيد جان إيريكسون، والأمين العام لشبكة المؤتمر العالمي السابع للتربية البيئية السيد ماريو سالومون.
وتقدم للسلام على سموها، أيضا، والي جهة مراكش تانسيفت الحوز عامل عمالة مراكش السيد محمد فوزي، وعامل إقليم الحوز السيد يونس البطحاوي، ورئيس مجلس جهة مراكش السيد أحمد التويزي، ورئيسة المجلس الجماعي للمدينة السيدة فاطمة الزهراء المنصوري، ورئيسة مجلس العمالة السيدة جميلة عفيف، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، عضو المجلس الإداري لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، السيدة مريم بنصالح شقرون.