جميعا من أجل بيئتنا

قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، يومه الجمعة 16 مارس 2018، بزيارة للمدرسة الإيكولوجية “المسجد” بعين عودة، وهي بلدة صغيرة قرب الرباط، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور اثني عشرسنة على برنامج المدارس الإيكولوجية الذي يعتبر أحد الآليات الرائدة التي تعتمدها المؤسسة لجعل من التربية على التنمية المستدامة جزءا لا يتجزأ عن التعليم بالنسبة للأطفال.

خلال هذه الزيارة، أجرت صاحبة السمو الملكي محادثة مع تلاميذ لجنة التتبع بالمدرسة، وهم أطفال تتراوح أعمارهم ما بين خمس وإثني عشر سنة، الذين يتعبأون عن قناعة منذ سنة 2010، تاريخ انخراط مؤسستهم في برنامج المدارس الإيكولوجية. وقد استعرض التلاميذ أمام صاحبة السمو الملكي الممارسات الإيكولوجية اليومية والممارسات الجيدة التي يعتمدونها من أجل التدبير الجيد للماء والاقتصاد المسؤول للطاقة. وتناولوا إلى جانب صاحبة السمو الملكي مشاكل المناخ والطاقة بواسطة لعبة تتيحها المؤسسة على الإنترنيت بغية تحسيس الأطفال حول هذه الرهانات الكبرى.

كما أظهر التلاميذ أمام صاحبة السمو الملكي اهتمامهم بالحفاظ على التنوع البيولوجي حيث قدموا لها نباتات عطرية وطبية قاموا بغرسها بالفضاء الأخضر للمدرسة. على إثر ذلك، تابعت صاحبة السمو الملكي المبادرات المتخذة من طرف التلاميذ لعزل وتثمين نفايات مؤسستهم، أو لاقتصاد الماء بحديقة مدرستهم عبر استخدام نظام السقي بالتنقيط بالقنينات البلاستيكية .

وتعتبر مدرسة “المسجد” نموذجا ناجحا بالنسبة لبرنامج “المدارس الإيكولوجية” حيث أن التزام تلاميذها مكنها من الحصول منذ 2012 على علامة اللواء الأخضر، أفضل جائزة يمنحها البرنامج، مع تجديد هذه العلامة كل سنة. وتناول الـ 171 تلميذا، المعبئين من طرف لجنة التتبع، والموزعين على ستة أقسام، مختلف محاور البرنامج. ففي سنة 2012، أنجزوا محور تدبير النفايات والتغذية، وفي سنتي 2013 و2014، تطرق التلاميذ إلى محورين آخرين، الطاقة والتنوع البيولوجي.

من ناحية ثانية، فإن برنامج مدارس إيكولوجية لا يقتصر على نقل ونشر المعارف البسيطة. فمن خلال تفسيره الرهانات البيئية، يدفع الأطفال إلى القيام بالتطبيق الملموس للحلول وتغيير سلوكياتهم. بالإضافة إلى ذلك، يلقن البرنامج كيفية تقليص وإعادة استعمال وتدوير النفايات بواسطة تصرفات إيكولوجية بسيطة ويجعل الأطفال يتحلون بروح الابتكار والمبادرة. حيث قام تلاميذ مدرسة المسجد بصنع صناديق العزل بكرتون البيض أو طهي لمجة جماعية صحية وفق المبادئ المكتسبة من خلال تناول موضوع التغذية. كما استبدلوا مصابيح المدرسة المتوهجة بأخرى ذات الاستهلاك المنخفض.

حاليا، يعمل تلاميذ مدرسة “المسجد” على نقل تجاربهم إلى محيطهم وكذلك إلى مؤسسات أخرى. وقد أنجزوا، بمساعدة جمعية بسمة أمل، “دليل التلميذ الإيكولوجي”.

بفضل نهج خلق الشبكات الذي تشرف عليه المؤسسة من أجل تمكين نشر التجارب والممارسات الجيدة، قامت المدرسة أيضا سنة 2018 بالتشبيك مع مؤسسة قروية أخرى، وهي المدرسة الإيكولوجية البورة بتارودانت، الحاصلة على اللواء الأخضر منذ سنة 2013، والتي تتقاسم معها حاليا لعبة، منجزة بواسطة أدوات أعيد تدويرها، حول الاستهلاك الكهربائي للأجهزة المنزلية.

وقد مكن التزام ونشاط مدرسة المسجد من جعلها تحظى باستمرار بعناية خاصة لاسيما الروبورتاج التليفزيوني الذي أنجز حولها في أبريل 2016، على هامش توقيع اتفاقية الشراكة بين مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة واليونيسكو.

وتجسد مدرسة المسجد التطور الملموس الذي عرفه برنامج المدارس الإيكولوجية منذ 12 سنة. ويوجه هذا البرنامج الذي أنشأته المؤسسة الدولية للتربية على البيئة والذي اعتمد بالمغرب من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي، إلى أطفال التعليم الأولي والابتدائي ويهدف إلى ترسيخ أسس السلوك الإيكولوجي لديهم.

حاليا، تنخرط حوالي 1925 مدرسة في البرنامج من بينها 262 مدرسة متوجة باللواء الأخضر أو بإحدى الشهادات المرحلية. هذه الشبكة تمثل أزيد من 717853 تلميذا إيكولوجيا مؤطرين من طرف 28765 منسق مكونين من طرف وزارة التربية الوطنية.

ويعتبر برنامج المدارس الإيكولوجية من بين أهم البرامج التي تبلورها المؤسسة، تحت إشراف صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، منذ نشأتها سنة 2001 من أجل تربية وتحسيس كافة العموم، الأطفال كما الكبار أو ذوي القرار حول البيئة، وذلك من أجل جعل ممارسات الحياة اليومية وقرارات المقاولات أو سياسات الإدارات تحترم البيئة تلقائيا.

من خلال حوالي عشرين برنامجا تمت بلورتها في مجال التربية، وجودة الهواء والمناخ، وحماية الساحل، والسياحة المستدامة، وواحة نخيل مراكش أو الحدائق التاريخية، تأخذ صاحبة السمو الملكي الأميرة للاحسناء المبادرة وتعبئ جميع الفاعلين من مواطنين ومقاولات وسلطات عمومية من أجل خلق ديناميات جماعية.

ومن أجل توفير الإمكانيات اللازمة لبلوغ هدف التربية والتحسيس الذي تسعى وراءه، تنخرط المؤسسة في دينامية عالمية تدعمها الأمم المتحدة حيث انضمت إلى برنامج العمل الشامل للأمم المتحدة الذي أنشئ سنة 2014 أثناء إطلاق العشرية الثانية للتربية على التنمية المستدامة (2014-2024).

وقد وقعت المؤسسة عدة شراكات مع مؤسسات دولية كبرى مثل اليونيسكو والفاو وبرنامج الأمم المتحدة من أجل البيئة والإيسيسكو والاتفاقية الإطار للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية من أجل تعبئة خبراتهم وإمكانياتهم الهامة. وتركز مجهوداتها على تقوية قدرات المؤطرين، الوسيلة الأكثر فعالية والأسرع لتوسيع نطاق عملها وتحقيق بشكل أسرع تعميم تدريس التربية على التنمية المستدامة بالمغرب.

وفي الأخير، تتقاسم المؤسسة تجربتها مع إفريقيا التي تدعم فيها منذ كوب 22 بمراكش مجهودات المملكة من أجل مواكبة بلدان القارة في هذا التحسيس.

المدارس الإيكولوجية:

حاليا، يعتمد أزيد من 68 بلدا من أنحاء العالم برنامج المدارس الإيكولوجية الذي أطلقته مؤسسة التربية على البيئة. وتم إدخاله بالمغرب من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سنة 2006 www.fm6e.org بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والبحث العلمي والتعليم العالي. ينخرط في هذا البرنامج 1925 مدرسة من بينها 44% قروية و56% حضرية. 262 مدرسة توجت باللواء الأخضر فضلا عن 71 مدرسة حاصلة على الشهادة الفضية و93 مدرسة حاصلة على الشهادة البرونزية.

روابط ذات صلة

الموضوع التالي