
في إطار المبادرات التحسيسية التي يشرف عليها مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة،أتيحت لأزيد من 200 تلميذ من المدارس الإيكولوجية المتوجة بمسابقة الممارسات الجيدة “كان يا مكان مدرسة إيكولوجية” لعام 2024 الفرصة الفريدة للغوص في قلب التنوع البيولوجي المغربي من خلال تجربة غامرة في حديقة الحيوانات بالرباط من 21يناير إلى 27 فبراير 2025.
بدأت هذه العقول الشابة الفضولية رحلتها عبر الزمن باستكشاف متحف الحديقة، وهو فضاء يعرض تاريخ الأنواع التي سكنت المغرب قبل ملايين السنين. وبعد اكتشافهم لمستحاثات و بقايا حيوانات انقرضت منذ زمن طويل واستمعوا إلى آراء الخبراء، أدركوا بشكل أعمق تطور التراث الحيواني للبلاد والروابط الحاسمة بين التغيرات البيئية وبقاء الأنواع. وقد عزز شريط علمي تجربتهم، مقدماً لهم رؤية مدهشة حول التحديات المتعلقة بالحفاظ على البيئة والدور الحيوي الذي يمكنهم لعبه في حماية النظم البيئية.
مرافقين بالمتخصصين، اكتشفوا بعد ذلك عالم الحيوانات في الحديقة، حيث تابعوا عن كثب سلوكياتها، عاداتها الغذائية، والعناية الدقيقة التي يقدمها لها القائمون على الحديقة. من خلال النقاشات التفاعلية، فهموا أهمية كل نوع ضمن نظامه البيئي، التوازن الدقيق للطبيعة، والتهديدات المتزايدة على التنوع البيولوجي. كما قامت بتحديهم لعبة تعليمية لاختبار معرفتهم بالأنواع المهددة بالانقراض، والنظم البيئية، والحياة البرية الفريدة في المغرب، بما في ذلك الأنواع المستوطنة. ساعدتهم هذه التجربة التفاعلية على استيعاب المفاهيم الأساسية حول الحفاظ على الطبيعة والحاجة الملحة لحماية التنوع البيولوجي.

تواصلت رحلتهم باستكشاف خمسة نظم بيئية رئيسية في الحديقة، التي تمثل بيئات المغرب وأفريقيا الطبيعية المتنوعة: جبال الأطلس، الصحراء، السافانا، الأراضي الرطبة، والغابات الاستوائية. وبينما كانوا يتنقلون عبر هذه الموائل المعاد إنشاؤها بدقة، اكتسبوا تقديراً أقوى لضرورة حماية البيئات الطبيعية وضمان بقاء الأنواع التي تعتمد عليها.
من خلال اكتشافهم للحياة البرية والنظم التي تحتضنها، يغاذر هؤلاء التلاميذ من التجربة وهم يحملون شعوراً متجدداً بالمسؤولية تجاه الحفاظ على الطبيعة. هذه التجربة الغنية تعمق التزامهم وسوف تلهمهم لمواصلة تبني أفضل الممارسات التي سيواصلون تطويرها داخل مدارسهم الإيكولوجية ومجتمعاتهم، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر استدامة.