توجت ثمانية روبورتاجات مكتوبة وست صور فوتوغرافية وثمانية فيديوهات في النسخة الـثانية والعشرين من مباراة “الصحافيون الشباب من أجل البيئة”، التي اختارت لجنتها الوطنية لأول مرة موضوعا خاصا بالمغرب ركز على توجيه اهتمام الشباب صوب عواقب الكوارث الطبيعية. وذلك في أبعاد زلزال الحوز الذي ضرب مناطق متعددة من المغرب بداية الموسم الدراسي 2023-2024.
في دورتها الـ 22، منحت مباراة “الصحافيون الشباب من أجل البيئة”، المنظمة من طرف مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة التي ترأسها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، وبالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، 22 جائزة في فئات المشاركة الثلاث: الربورتاج المكتوب، الصورة، والفيديو.
تُعقد هذه المسابقة سنوياً في 44 دولة حول العالم، وتدعو الشباب ليكونوا نشطاء بيئيين على مدار فترة إعداد تقاريرهم الصحافية. وتحثهم على النزول إلى الميدان لإجراء تحقيقات باستخدام تقنيات الصحافة تحت إشراف مؤطريهم، بهدف تحليل وتوثيق واقتراح حلول لمشاكل بيئية في محيطهم، مما يساهم في رفع الوعي البيئي لديهم وتشجعهم على اتباع نهج إيجابي وبنّاء تجاه هذا النوع من القضايا.
كل سنة، يتم تحديد موضوع مختلف لجميع الصحافيين الشباب حول العالم. إلا أن المغرب، خلال الموسم الدراسي 2023-2024، اتخذ قرارا استثنائيا بعد 22 عاماً من المشاركة في البرنامج، وذلك بتعديل اللجنة الوطنية لبرنامج “الصحافيون الشباب من أجل البيئة” موضوع المباراة ليتماشى مع الظروف المأساوية ومشاعر الحزن التي خيمت على البلاد إثر زلزال الحوز، الذي وقع في 8 شتنبر 2023.
بهذا، اتخذ المشاركون موضوع “بيئة متجددة ومبادرة ملهمة في مغرب متضامن” تيمة لعملهم في مختلف الأصناف.
وفي كل منطقة من مناطق المغرب، عمل الصحافيون الشباب على تحليل عواقب الكوارث الطبيعية، مثل الزلازل، الفيضانات، والحرائق، واستكشاف الأسئلة قصيرة وطويلة الأمد التي تترتب على هذه الكوارث، مثل استدامة البنية التحتية وإعادة بنائها، الحفاظ على التراث الثقافي، بالإضافة لمواضيع أخرى همت كذلك استجابة الطبيعة لهذه الكوارث، والتضامن مع المجتمعات المتضررة.
بالمقابل، استحوذ زلزال 9 شتنبر على مجموعة من المشاركات، بينها المتوجة بجوائز هذه السنة. وفي هذا الإطار، يمكن الإشارة للتقارير الميدانية التي أنتجت من داخل قرية أكرض نوادوز، وسلطت الضوء على تضامن المجتمع المدني في تارودانت، والأمل الذي انبعث من وسط الدمار والآمال التي تولدت عن الألم الناتج عن الزلزال.
ومع ذلك، فإن الكارثة الطبيعية التي برزت بشكل ملحوظ في التقارير المشاركة، أولت اهتماما كبيرا للجفاف الذي يزداد تهديده في المملكة خلال ست سنوات الأخيرة. وقد تناولت التقارير مواضيع متعددة في هذا الصدد، عنونت كالآتي: “الأسوأ لم يأت بعد… كيف يمكن أن نواجه أزمة الجفاف في بلادنا”، “ضاية الرومي: موقع بيولوجي في خطر”، “أم الربيع: جرح ينزف من قلب الطبيعة”، “الموارد المائية: بين التغير المناخي وسوء الاستخدام”، و” خبيز كارم الله يرحم الوالدين… رحلة تضامن من مائدة الطعام إلى علف للماشية “… لقد أظهرت هذه التقارير عمق تأثير الجفاف على السكان، بما في ذلك الشباب.
بالإضافة إلى هذه المواضيع، اقترح الصحافيون الشباب عبر تقاريرهم حلولاً متنوعة، شملت تحلية مياه البحر في أكادير، وتحويل المياه إلى الدار البيضاء، والزرع المباشر كبديل زراعي في غياب الأمطار. في المجمل، عالجت ثمانية تقارير من أصل 22 الجفاف بشكل مباشر أو غير مباشر، وهي كارثة طبيعية تشغل الأذهان على مدى ست سنوات الأخيرة.
علاوة على ذلك، تطرق الصحافيون الشباب لكوارث الطبيعية أخرى، مثل حرائق الغابات في شمال المغرب أو واحات النخيل في أوفوس قرب الراشيدية، وأيضاً تهديد اجتياح الجراد.
بداية شهر يونيو المنصرم، تداولت اللجنة الوطنية لبرنامج الصحافيون الشباب، خلال ثلاثة أيام متواصلة، حول 662 مشاركة في النسخة الـ 22 من البرنامج، في مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة. نظراً لجودة التقارير، اختارت اللجنة تتويج 22 منها، قدمها 74 تلميذا-ة- و22 مؤطرا-ة-، مقارنة بـ 18 مشاركة في النسخة السابقة. سيحصل الفائزون في الفئات الثلاث على شهادات تقديرية ولوحات إلكترونية.
ونظراً لموضوع هذه الدورة الثانية والعشرين، الذي كان مختلفاً بشكل استثنائي عن المواضيع المقترحة عالمياً، لم يتمكن المغرب كما هو الحال في كل عام من تقديم تقارير للمشاركة في المسابقة الدولية.
وأخيراً، ومع انتهاء موسم 2023-2024، ستعطى انطلاقة النسخة 2024-2025، حيث سيكون موضوع السنة مخصصًا لإعادة تأهيل النظم البيئية.