تقود مؤسسة مـحمد السادس لحماية البيئة وشركاؤها عملية تجريبية وتوضيحية تتعلق بالتنقل الكهربائي مع توفير 143 دراجة كهربائية لفائدة طلاب جامعة القاضي عياض بمراكش.
يعد هذا المشروع التجريبي للتنقل الكهربائي الذي بلورته مؤسسة مـحمد السادس لحماية البيئة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، جزءً من برنامجها الذي يُطلق عليه الهواء والمناخ Air Climat والذي تم إطلاقه منذ عشرين سنة، أي سنة 2002. تندرج هذه المبادرة من جهة في إطار عملية التعويض الطوعي للكربون، والتي تهدف إلى التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من خلال التعويض، مع المساهمة في مشاريع النجاعة الطاقية ومشاريع الطاقة المتجددة (الطاقة الكهروضوئية، وسخانات المياه بالطاقة الشمسية، وإضاءة LED)، وعزل الكربون (زراعة الأشجار والنخيل)، والتحسيس والتكوين. يُعدّ برنامج التعويض الطوعي للكربون أيضا جزءً لا يتجزأ من ميثاق جودة الهواء Qualit’Air، ويتمثل الغرض منه في تعبئة المقاولات والأقاليم في إطار مقاربة تطوعية لصالح المناخ.
وعشية مؤتمر الأمم المتحدة السابع والعشرين للمناخ (COP27) الذي سيعقد من 7 إلى 18 نونبر في شرم الشيخ بمصر، سيوضح هذا الإجراء الجهود المبذولة من طرف المغرب للمساهمة في الجهود العالمية الهادفة للتخفيف، والمزمعة في إطار المساهمة المحددة وطنيا (NDC) المغربية، والتي عززت طموح المغرب سنة 2021 في خفض انبعاثاته بنسبة 45.5% في أفق سنة 2030.
يتم تنفيذ هذا الإجراء بالشراكة مع مقاولة مغربية تعمل على التراب الوطني وقادرة على توفير منتجات ذات جودة بالإضافة إلى التكوين على الاستخدام المستدام للبطاريات. وهي شركة مغربية ناشئة يوجد مقرها في المنطقة الحرة بطنجة وتقوم بتصدير كل إنتاجها نحو أوروبا وأمريكا الشمالية منذ سنة 2018.
ويتمثل نشر هذه العملية التجريبية والتوضيحية حول التنقل الكهربائي في توفير 143 دراجة كهربائية لفائدة طلاب جامعة القاضي عياض بمراكش استجابة لاحتياجات تنقلهم بين المنزل والجامعة وذلك من خلال دراجات قائمة على المساعدة الكهربائية. وستسمح هذه العملية أيضا لجامعة القاضي عياض بالترويج لهذه الممارسة الجيدة في إطار ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻟﺨﻀﺮاء اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ وﺗﻌﻠﻴﻢ اﻟﺸﺒﺎب (Aguyen)، بدعم من المؤسسة وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، التي هي عضو فيه.
وستتم توعية المستفيدين من هذه الدراجات بالفضائل البيئية للتنقل الكهربائي، وبشكل أعم، بتحديات التغير المناخي، وذلك من خلال تكوينات مقدمة من قبل مختبرات ترابية للتكوين التابعة لمؤسسة مـحمد السادس لحماية البيئة.
بعد تزويد 1100 مدرسة بالكهرباء وزرع 24000 شجرة نخيل صغيرة، وبالتالي تجنب انبعاث 40.000 طن من معادل الكربون، تم إجراء دراسة لاقتراح بدائل عملية ومستدامة لعملية التعويض الطوعي للكربون اعتبارا من سنة 2021، للاحتفاظ بأربع طرق جديدة من التعويض وهي:
- زراعة أنواع محلية تتكيف مع المواقع المختارة؛
- بلورة أجهزة للنجاعة الطاقية (الأطقم الكهروضوئية، وإضاءة LED، وسخانات المياه بالطاقة الشمسية)؛
- تنظيم حملات التحسيس والتكوين والتنشيط مع الفاعلين المهتمين بانبعاثات الغازات الدفيئة (المؤسسات والهيئات العمومية والخاصة) لتشجيعهم على تنفيذ استراتيجيات للتخفيف وتعويض الكربون ؛
- والتنقل المستدام والكهربائي.
أخيرا، ستساهم هذه المبادرة التجريبية في التفكير في جهة مراكش آسفي، التي تعمل مع المؤسسة وشركائها على خطة مناخية بهدف التقليل من انبعاثاتها من الغازات الدفيئة. تعتمد خطة المناخ، في مرحلة أولى، على تحديد وتقييم انبعاثات الجهة باستخدام أداة حصيلة الكربون، التي بلورتها مؤسسة محـمد السادس لحماية البيئة وشركائها، اليوم، وهي الآن أداة مرجعية وطنية ستسمح للمقاولات المغربية بحساب بصمتها الكربونية، وبالتالي مواكبة الاستراتيجية الوطنية منخفضة الكربون في أفق سنة 2050.