جميعا من أجل بيئتنا

أخبار المؤسسة

25 ديسمبر 2010

04 نونبر 2000

04 نونبر 2000

أن القضايا البيئية تكتسي على الصعيد العالمي أهمية بالغة وأولوية ملحة، لارتباطها بمستقبل الانسانية، وما تثيره من رهانات حاسمة، وما تمثله بالنسبة لإطار الحياة، مما يتطلب تعميق الوعي بها لدى الجميع.

وكان والدنا المقدس جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، بما له من فكر ثاقب ونظر بعيد، قد لفت الأنظار في وقت مبكر إلى الأخطار التي تهدد البيئة على مستوى الكون كله.

وفي الخطاب الذي ألقاه جلالة الملك المعظم سيدي محمد السادس نصره الله، في قمة ريو –وهو يومئذ وليا للعهد- ذكر بأن جلالة الملك المنعم رضوان الله عليه، كان دعا إلى إنشاء صندوق دولي لتمويل برامج محاربة تلوث المخزون العالمي للمياه.

كما ذكر في قمة “كوكب الأرض” باقتراحه نور الله ضريحه قوة دولية خضراء للتدخل في حال الأزمات الإيكولوجية.

ولما يوليه جلالة سيدنا أعز الله أمره من عناية فائقة للوضع الإجتماعي للإنسان والحفاظ على كرامته، فإنه ما فتئ يعير بيئة بلادنا مزيدا من الإهتمام، في إطار منظور تنمية مستديمة.

حضرات السيدات والسادة،

إن الموضوع الذي تدور حوله مناظرتكم والمتعلق بنظافة المدن والبوادي والشواطئ والغابات، لا يثير بطبيعته نقاشا فكريا تجريديا، ولكنه يطرح مشكلة واقعية على الأمة عبر جميع فعالياتها المركزية والمحلية.

إن المغرب الذي عرف نموا هائلا للسكان، وما تولد عنه من ضغط كبير على موارده الطبيعية واستغلالها، لم ينج من انعكاس ذلك عل البيئة، مما يظهر في تلوث هوائه وموارده المائية، وفي تزايد النفايات، وما لهذا كله من أثر على صحة المواطنين ومستوى إطار الحياة عامة.

وأذكر في هذا الصدد بأن جلالة الملك المغفور له مولانا الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته، كان قد وجه رسالة سامية بمناسبة انعقاد المؤتمر الوطني الطبي الخامس عشر، نبه فيها إلى أن التدهور المباشر وغير المباشر للبيئة يتسبب في نحو ثلث الأمراض الخطيرة التي تسجل في بلادنا والعالم.

هذا بالإضافة إلى ما يترتب عن هذا التدهور من تكاليف اقتصادية عالية، وإلى ما سينتج عن تحقيق التنمية في المستقبل من ضغط متزايد على البيئة.

ولمواجهة مثل هذه المشكلات، نحن ملزمون بالعمل الفوري والجدي، للتحكم في تعاملنا مع بيئتنا، بما يضمن للسكان والأجيال المقبلة إن شاء الله طبيعة سليمة ومتوازنة وصالحة للعيش. ذلكم أن قضية البيئة تهم الجميع، وأن مقاربة حمايتها تقتضي شراكة واسعة وعملا تضامنيا تتضافر فيه سائر الجهود والطاقات، على المستوى الوطني من خلال مساهمة إيجابية لكل الفاعلين المعنيين.

كما أن حماية البيئة تعتبر مسألة سلوك تستوجب اعتبار دور التوعية الذي على التربية الأساسية أن تنهض به.

ثم إن هذه الحماية تستلزم ممارسة تبدأ أولى مراحلها على الصعيد المحلي الذي على ممثليه أن يتحملوا مسؤوليتهم فيه.

وأذكر هنا بالأهمية البالغة التي يوليها جلالة الملك المعظم أيده الله، للمهمات التي على الجماعات المحلية أن تقوم بها. فقد ألح حفظه الله في خطابه السامي لدى افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان يوم 13 أكتوبر على هذه المهمات وأثرها في التنمية.

وإني لمعتزة بالحضور المكثف للجماعات المحلية في هذه المناظرة، مما يدل على اهتمامها الكبير بقضايا البيئة، واعتبار هذه القضايا في صميم تدبير الشؤون المحلية.

حضرات السيدات والسادة،

باعتباري أما ومواطنة مهمومة بمستوى البيئة التي سنورث لأبنائنا وبناتنا، فقد كنت سعيدة برئاسة لجنة الدعم التي قامت بمنجزات ملموسة لحماية بيئتنا، مما تجلى في تحسين عدد كبير من المدن والأحياء السكنية، وتوفير مساحات خضراء، وتطهير الشواطئ وترميم آثار عمرانية وثقافية، وغير ذلك مما أبرز جمالية فضاءاتنا العمومية.

وبنفس الوثيرة سارت الحملة التي انطلقت برعاية سامية من جلالة مولانا المنصور بالله تحت شعار “جميعا من أجل البيئة” للتحسيس والتذكير بواجبنا جميعا في هذا المضمار.

حضرات السيدات والسادة،

لست أشك في أن أعمال مناظرتكم ستسير في نفس هذا المنهج الذي يستلزم مساهمة الجميع لتحقيق الغايات المنشودة.

كما لا أشك في أن العروض والمناقشات القيمة التي ستقدم فيها ستكون غنية بالأفكار والمقترحات الإيجابية، وأنها تفضي إلى توصيات ملموسة قابلة للتنفيذ.

أتمنى لكم كامل التوفيق، وأعلن افتتاح المناظرة، مستحضرة قول الله تعالى في كتابه الكريم “كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين”

صدق الله العظيم

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

الأعلى