حضرات السيدات و السادة،
إنطلاقا من اقتناعنا الراسخ، بدور التربية البيئية في تطوير الوعي البيئي وبلورة سلوك مسؤول تجاه البيئة، وباعتبارها الشرط الأساسي في إنجاح أي سياسة بيئية، بادرت مؤسستنا منذ إحداثها إلى إبرام مجموعة من الاتفاقيات المثمرة مع عدد من الشركاء بهدف تعبئة وحشد كافة الطاقات لتعزيز وتقوية برامج التربية على حماية البيئة والتنمية المستدامة.
و وعيا منها أن المحافظة على البيئة لها أبعاد وطنية و دولية، بادرت المؤسسة إلى الانفتاح على محيطها الإقليمي و الدولي وعقد شراكة مع عدة منظمات دولية تعتني بالتربية البيئية والتنمية المستدامة، نخص بالذكر منها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة وكذالك المؤسسة الدولية للتربية البيئية (FEE) التي انخرطت فيها مؤسستنا سنة 2002 كأول هيئة تنتمي لدولة عربية و إسلامية. و منذ ذلك الحين، شرعنا في تنفيذ عدة برامج للتربية على البيئة من بينها برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” الذي نحتفل اليوم بذكراه العاشرة.
و يرمي هذا البرنامج إلى تَلقين تلامذة التعليم الثانوي التربية البيئية بالاعتماد على مقاربات و آليات مُعْتَرَف بها دوليا تُمَكِّنهم من اكتِساب المعارف و السلوكيات الضرورية لممارسة المواطنة الواعية بيئيا. كما يُتيح لهذه الفئة من الشباب إمكانية المشاركة في التظاهرات الدولية التي تُنَظِّم في هذا الإطار، والتي توفر لهم فرصة سانحة للتعارف مع نظرائهم من مختلف بقاع العالم والظَفَر بالجائزة الدولية التي تُمْنَح سنويا بهذا الخصوص. وإنه لمن بواعث فخرنا واعتزازنا أن عددا من تلامذتنا قد جرى الاحتفاء بهم وتكريم أعمالهم مرات عديدة على الصعيد الدولي. ويعود الفضل في هذه الانجازات إلى السادة الأساتذة الذين انخرطوا بحماس وتفان في عمليات التأطير. وإني أغتنم هذه المناسبة للإشادة بدورهم الرائِد في مواكبة الناشئة وتَجَنُّدِهم الدائم إلى جانب المؤسسة لخدمة قضايا البيئة.
و نظرا للنجاح الذي حققه هذا البرنامج ولما خلفه من صدى طيِّبٍ على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، وسعيا لتعزيز تبادل الخبرات والتجارب بين جُلِّ المتدخلين في مجال التربية البيئية، ستستضيف بلادنا تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وبشراكة مع مؤسستنا، المؤتمر العالمي السابع للتربية على البيئة، الذي سيعرف مشاركة ممثلين عن 80 بلدا. وسيكون المغرب بذلك أول بلد عربي إسلامي يحظى بشرف احتضان هذه التظاهرة على أرضه شهر يونيو 2013.