عرف هذا المشروع النور بفضل مبادرة صاحبــة السمـو الملكـي الأمـيــرة لجليلة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي جندت شراكة مثالية حول مشروع استصلاح حديقة “عرصة مولاي عبد السلام” جمعت بين شركة اتصالات المغرب، العضو في مجلس إدارة المؤسسة، ومنتخبي مدينة مراكش ووزارة الأحباس والشؤون الإسلامية.
وقد أدخلت صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء مفهوما جديدا، يتبنى فكرة الحديقة الحديثة التي تجمع بين العنصر الطبيعي والتكنولوجيا المتطورة، ليجتمع في الحديقة الاحترام للبنيات الموجودة، في مزيج من الأصالة والحداثة.
توجد الحديقة في قلب مدينة مراكش، على طول شارع محمد الخامس، قبالة مقر العمالة، وتبعد ببضع مئات أمتار من ساحة “جامع الفنا”، في فضاء يمتاز بموقع استثنائي. تمتد الحديقة على مدى ثمانية هكتارات، في شكل منفتح على المدينة، وكانت حالتها تستلزم عمليات استصلاح هامة.
وعندما عرض الساهرون على مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة المشروع على شركة اتصالات المغرب، في إطار التنسيق مع المحتضنين، لم تتوان اتصالات المغرب عن تلبية الطلب. ويفسر السيد عبدالسلام أحيزون، رئيس الهيئة الإدارية للشركة، قائلا “إننا فخورون بالمساهمة في أعمال مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة ومبادرات رئيستها، صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، ونأبى إلا أن نلبي الدعوة والمشاركة في العمل، باعتبار تاريخنا وتقاليدنا كمقاولة مواطنة، لا سيما وأن مجال البيئة يدخل في إطار مبادراتنا. فقد ساهمنا في أعمال غابة المعمورة ودخلنا غمار عملية شواطئ نظيفة منذ سنوات. ويعتبر استصلاح حديقة من الحدائق امتدادا طبيعيا لأعمالنا، حتى لو تعلق الأمر بأول تجربة.”
لقد انكب المهندسون ومصممو المناظر الطبيعية منذ سنة 2002 على العمل، تجمعهم رغبة قوية وواضحة في إعادة الحياة للعرصة الأصلية، التي تمثل عنصرا هاما من التراث المغربي. فتاريخ هذه الحديقة العتيقة يعود إلى مولاي عبدالسلام، الإبن الثالث للسلطان سيدي محمد بن عبدالله، الذي كان رجل علم ودبلوماسية، والذي شيد الحديقة في القرن الثامن عشر. وقد تم تحويل الفضاء الشاسع الذي ساهم في إنشائه إلى حديقة عمومية في مطلع القرن العشرين. وتشكل هذه الحديقة اليوم التي أصبحت تعرف باسم “سيبر بارك عرصة مولاي عبدالسلام” (حديقة عرصة مولاي عبدالسلام الحديثة) فضاء للنزهة وللتنشيط واستكشاف تكنولوجيات الإعلام الحديثة. وقد تم تجهيزها بفضاء معلوماتي ومواقع متعددة الوسائط وقاعة للعرض، وتستفيد من أحدث التكنولوجيات في مجال وسائل الاتصال اللاسلكية، من ألياف بصرية وتكنولوجيا “واي- في” المتطورة ووصلات الانترنيت ذات الصبيب العالي (ADSL). وتوفر المواقع متعددة الوسائط إمكانيات الارتباط بالانترنيت وإرسال الرسائل الإلكترونية أو بالفاكس وتقدم معلومات تخص الحديقة نفسها وتمكن من الاطلاع على تاريخها والتعرف على النباتات التي تحتوي عليها. وقد تم تزويدها بمضمون غني ومتنوع، يسمح للمراكشيين وزوار المدينة على اختلاف مشاربهم بتحديد وجهاتهم داخل المدينة والاطلاع على مستجداتها.
وقد حضي المشروع بدعم ومساندة ما لا يقل عن أربع عشرة شركة، فضلا عن شركة اتصالات المغرب، وهي ألكاتيل تيلكوم وإيركسون وفوجيتسو زيمنز وهيولت باكارد المغرب وإي بي المغرب وآي.بي.إم. المغرب وموتورولا وإي.بي.إم. وميونيزس ونوكيا وسامسونغ وزيميز وسوني إيركسون وإي.بي.إم. المغرب.