ونـود، فـي البـدايـة، الإعـراب عـن إشـادتـنـا بمـا تبـذلـه شقيـقـتـنـا العـزيـزة، صـاحبـة السمـو الملكـي الأميـرة لـلا حسنـاء، رئيسـة “مـؤسسـة محمـد السـادس لحمـايـة البيئـة” مـن جهـود سخيـة، فـي سبيـل الارتقـاء بجـودة شـواطئـنـا وحمـايتهـا، والمسـاهمـة فـي انبثـاق دينـاميـة حقيـقـيـة، لخلـق جـو مـن التنـافـس المثمـر بيـن مختلـف الشـواطـئ الوطنيـة.
كمـا نجـدد تنـويهـنـا بمبـادرات هـذه المـؤسسـة الـرائـدة، التـي تنـدرج فـي نطـاق مـواكبـة المسـار التنمـوي، الـذي نقـوده، ببـرنـامـج متنـاسـق ومتـواصـل، للتـوعيـة والتـربيـة عـلى الحـفـاظ عـلى المـوارد والثـروات الطبيـعـيـة لبـلادنـا، ضمـن تنميـة مسـتـدامـة.
وفـي هـذا الصـدد، نعتبـر بـرنـامـج “شـواطـئ نظيفـة”، نمـوذجـا للعمـل الميـدانـي عـلى صيـانـة شـواطئنـا، وإشـاعـة ثقـافـة الحفـاظ عـلى البيئـة، بـاعتمـاد الشـراكـة وتضـافـر جهـود كـافـة المتـدخليـن.
حضـرات السيـدات والسـادة،
إننـا نسجـل بكـامـل الارتيـاح، بعـد عشـر سنـوات عـلى إطـلاق هـذا البـرنامـج الطمـوح، التطـور الإيجـابـي للـوضـع البيئـي للشـواطـئ الـوطنيـة.
وهـو مـا تجسـد عـلى أرض الـواقـع، مـن خـلال اعتمـاد معـاييـر العـلامـة الـدوليـة “اللـواء الأزرق”، لجعـل شـواطئنـا تستجيـب للمـواصفـات الـدوليـة، والحـد تـدريجيـا، مـن صـرف النفـايـات مبـاشـرة إلـى البحـر، واعتمـاد التـدابيـر الإداريـة اللازمـة، لـوضـع حـد للاستـغـلال العشـوائـي للـرمـال الشـاطئيـة.
وفـي نفـس السيـاق، أود الإشـادة بالجـهـود الـدؤوبـة، الـتي تبـذلهـا الجمـاعـات المحليـة، النـاهضـة بمسـؤوليتـها فـي التـدبيـر الجيـد للفضـاءات الشـاطئيـة، وتـوسيـع وتحسيـن الخـدمـات الصحيـة. فضـلا عـن التـوجـه لاعتمـاد تـدبيـر عقـلانـي للريـاضـات المـائيـة، وكـذا تحسيـس المـواطنيـن بضـرورة الالتـزام بالحفـاظ علـى بيئتهـم.
لكـن، وبـالرغـم ممـا تحقـق مـن مكتسبـات هامـة، فإنـه يتعيـن بـذل المـزيـد مـن الجهـد، لضمـان استمـراريـة هـذه المبـادرات البنـاءة ؛ بـاعتبـار البيئـة رصيـدا مشتـركـا للأمـة، ومسـؤوليـة جمـاعيـة لأجيـالهـا الحـاضـرة والمقبلـة.
ومـن هـذا المنطلـق، نهيـب بكـافـة الفعـاليـات المعنيـة بمجـال البيئـة، وفـي مقـدمتهـا “مـؤسسـة محمـد السـادس لحمـايـة البيئـة”، للانخـراط الفـاعـل فـي بلـورة ميـثـاق وطنـي شـامـل للبيئـة، الـذي دعـونـا إليـه فـي خطـاب العـرش، بمـا يكـرس وضـع القضـايـا البيئـيـة فـي صلـب مختلـف البـرامـج التنمـويـة.
وفـي هـذا السيـاق، نـدعـو إلـى تعـزيـز التعـاون والتنسيـق بيـن البـرامـج الميـدانيـة للسلـطـات العمـوميـة، والأنشـطـة التـربـويـة لهيـآت المجتـمـع المدنـي، مـن أجـل توعيـة حقيقـيـة للمـواطنيـن.
كمـا يجـدر الانكـبـاب عـلى استكـمـال الإطـار القـانـونـي الـلازم للتـدبيـر المنـدمـج للسـاحـل، فـي إطـار منظـور شـمـولـي للتنميـة المستـدامـة.
وبـمـوازاة مـع أعمـالهـا المـيـدانيـة، فـإننـا واثقـون بـأن هـذه المـؤسـسـة الفـاعلـة، لـن تـدخـر جهـدا، عـلى الصعـيـد الوطنـي، لمـواكبـة مبـادرات السلـطـات العـمـوميـة، ودعـم بـرامـج التحسيـس والتوعيـة، وكـذا مـواصلـة انخـراطهـا الفـاعـل، جهـويـا ودوليـا، وخـاصـة فـي المبـادرة المتـوسطـيـة “يـوم الشـاطـئ” « Coast Day » لبـرنـامـج الأمـم المتحـدة للبيـئـة.
وفـي هـذا الصـدد، نتقـدم بـأحـر تهـانئـنا لشقيقـتـنـا الغـاليـة، صـاحبـة السمـو الملكـي الأميـرة لـلا حسنـاء عـلى تعيينـهـا، عـن جـدارة واستحقـاق، “سفيـرة السـاحـل”، مـن قبـل خطـة عمـل البحـر الأبيـض المتـوسـط، التـي تـدعمهـا منظمـة الأمـم المتحـدة.
ونـود مشـاطـرتكـم الاعتـزاز بهـذا التـقـديـر الجهـوي والـدولـي، لجهـودهـا الخـيـرة فـي مجـال الحـفـاظ عـلى البـيـئـة، ومـواجـهـة كـافـة المخـاطـر المـهـددة لسـلامتـهـا وتـوازنهـا وجمـاليـتـهـا.
كمـا نعبـر عـن تهـانئنـا للفـائـزات وللفـائـزيـن فـي هـذه الـدورة بجـوائـز، بقـدر مـا هـي استحـقـاق لجهـودهـم الـدؤوبـة، فـإنهـا تعـد تشجيـعـا وتحفيـزا للجمـيـع علـى الانخـراط القـوي فـي هـذا المجهـود الـوطنـي، كـل مـن مـوقعـه، للإسهـام فـي مـا نتـوخـاه مـن تـوفيـر شـروط التنميـة المستـدامـة لبلـدنـا، والعيـش الحـر الكـريـم لكـل المغـاربـة، فـي بيئـة سليمـة. ومـن معـالمـها الحضـاريـة الشـواطـئ النظيـفـة، كفضـاء للتـآلـف الاجتمـاعـي، وكـرمـز للبسمـة والأمـل وحـب الحيـاة.
ولا يفـوتنـا بهـذه المنـاسبـة، التـأكيـد لكـم أنكـم ستـجـدون دومـا لـدى جـلالتنـا، الـدعـم المـوصـول، والمـبـاركـة الكـريمـة للأعمـال والمـبـادرات النبيـلـة، لهـذه المـؤسـسـة الـرائـدة، التـي تحظـى بسـامـي رعـايتـنـا ؛ منـوهيـن بمسـاعـدي رئيسـتـهـا شقيقـتـنـا العـزيـزة، صـاحـبـة السـمـو الملـكـي الأميـرة لـلا حسـنـاء، مـن رئيـس منـتـدب، وطـاقـم إداري وتقـنـي، وكـذا بكـافـة شـركـائهـا.
والله تعـالـى نسـأل أن يـرزقكـم مـوصـول التـوفيـق.
والسـلام عليكـم ورحمـة الله تعـالـى وبـركـاتـه.
وحـرر بالإقـامـة الملكيـة بـورزازات فـي يـوم 17 ذي القعـدة 1430 هـ، المـوافـق 5 نـونبـر 2009 م.
محمـد السـادس
مـلك المغـرب