جميعا من أجل بيئتنا

خطابات صاحبة السمو الملكي

04 يناير 2009

04 يناير 2009

 

 

إن برنامج “جودة الهواء” لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة الذي تم إطلاقه في يناير 2002، قد عرف تقدما هاما تجلى بالخصوص في إعطاء إشارة الانطلاقة لتفعيل شطره الثاني خلال الحفل الذي نظم بمدينة المحمدية في فبراير 2006. وقد تم خلال هذا الحفل الوقوف على ما تم إنجازه منذ الشروع في تنفيذ هذا المشروع، وكذا وضع التوجهات التي ينبغي اعتمادها من أجل مواصلة وتوسيع دائرة هذا البرنامج ومواكبة العمل الذي تضطلع به الإدارة في هذا المجال، وذلك عن طريق القيام بأنشطة تحسيسية وتربوية، ومن خلال توحيد الجهود التي يبذلها كافة المتدخلين في هذا المجال.

وقد تم خلال هذا الحفل التوقيع على عدد من الاتفاقيات مع شركة لاسمير، والمكتب الوطني للكهرباء ومجموعة موزعي النفط في المغرب وفيدرالية التأمينات، وهي الجهات التي قدمت الدعم اللازم لبرامج التوعية التي تولت المؤسسة القيام بها بتعاون مع الجماعات المحلية، علما أن هذه الأخيرة قد قررت، باتفاق مع قطاع البيئة، إقامة محطات لقياس جودة الهواء في أحياء مختلفة من المدن الكبرى للمملكة.

وقد أظهرت الزيارة التفقدية التي شملت مقر مديرية الأرصاد الجوية الوطنية في الدار البيضاء أن هذه العملية قد تمت بما يلزم من الدقة والعناية. وأن الوضع الحالي يبشر بإمكانية ضمان استمرارية النظام الذي تم وضعه من أجل تزويد أصحاب القرار بمعطيات أكثر وضوحا بهذا الخصوص، وتمكينهم بالتالي من اتخاذ التدابير الملائمة إثر وقوع حالات تلوث كبير. كما أن هذه العملية تقدم الآليات الضرورية لتوعية المواطنين بأسلوب جيد في إطار مواكبة البرامج الحكومية المنفذة في هذا المجال.

إن الحرص على تناسق شبكة القياس المعمول به والعمل على تعزيزها هدفان يشكلان محطة أساسية للحصول على تقييم جيد للآثار الصحية المترتبة عن جودة الهواء. ومن هذا المنطلق، واعتبارا لما يحدو السلطات المعنية من إرادة للحفاظ على البيئة وتحسين ظروفها لصالح الأجيال الحالية والصاعدة، قررت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة مواكبة هذه الإرادة من خلال تعبئة الفاعلين الاقتصاديين ليساهموا في مواكبة ودعم النشاط الرامي إلى إقامة نظام قار للتقييم والمراقبة البيئية والوبائية للمخاطر الصحية المرتبطة بتلوث الهواء في المجال الحضري. ويتوخى من هذا النظام تمكين أصحاب القرار من أداة للتقييم والتدبير والتخطيط في هذا المجال.

وفي هذا الصدد فقد تقرر إبرام اتفاقية تشاركية تتعلق بتقييم الآثار الصحية الناجمة عن تلوث الهواء وإحداث جهاز لمراقبة البيئة والأوبئة. وتجمع الاتفاقية بين المؤسسة وكل من وزارة الصحة وكتابة الدولة المكلفة بالماء والبيئة وولاية الدار البيضاء الكبرى. وستساعد هذه الدراسة، بفضل ما توفره محطات القياس من معطيات على تحيين واستكمال ما تم من دراسات حول آثار التلوث بين سنتي 1999 و 2001 بالدار البيضاء الكبرى.

يندرج مشروع “جودة الهواء” مثل كافة المشاريع التي أطلقتها المؤسسة في إطار تشاركي يجمع حول الإدارات المعنية جملة من الشركاء والفاعلين الاقتصاديين والجمعيات، الذين من شأنهم المساعدة على إنجاح المشاريع وتمكينها من مقومات الاستمرارية. أما المؤسسة فإنها تتولى دور توحيد الصفوف وتسهيل العمل، مساهمة بذلك في إطلاق دينامية كفيلة بتسيير عملية تأهيل المنشآت الصناعية في إطار برنامج “إنتاج نظيف” الذي يشرف عليه الاتحاد العام لمقاولات المغرب، وهو عضو من الأعضاء المؤسسين لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة.

كل ذلك يحثنا على المضي قدما في توطيد شراكتنا مع القطاع الاقتصادي وتأمين استمرارية لها من خلال إبرام اتفاقية- إطار مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، بغية تشجيع أعضائه على تحسيس العاملين به، بكافة مستوياتهم التراتبية، وكذا المناولين المتعاملين معهم، بضرورة النهوض بأنشطة مواطنة واضحة المعالم والأهداف عبر التراب الوطني.

هذه المشاريع كغيرها من المشاريع التي تطلقها المؤسسة، ستواكبها حملات تحسيسية وتربوية موجهة للشباب لمساعدتهم على التشبع بمقاصد التنمية المستدامة وإدماجها في سلوكهم اليومي. وفي هذا الصدد يجري تفعيل برنامج مدارس- بيئية الذي يتوخى تطوير الوعي البيئي لدى أطفالنا منذ مرحلة التعليم الابتدائي، وذلك بالشراكة مع الفاعلين الاقتصاديين الذين يوفرون الدعم المالي للبرنامج ويساهمون بما لديهم من خبرة في تصميم وبلورة البرامج.

إن الاتفاقية المقترح إبرامها مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب لكفيلة بترسيخ العلاقة القائمة وجعلها أكثر متانة، علاوة على تمكين التلاميذ الصغار من القيام بزيارات إلى المنشآت الصناعية المنخرطة في برنامج “إنتاج نظيف”.

تلكم هي المشاريع التي نأمل الشروع في إنجازها مطلع سنة 2009 تعزيزا لبرامجنا التحسيسية والتربوية في المدارس وبين المواطنين، وسعيا لتشجيع أكبر عدد من المقاولات على الانخراط في هذا المسار.

إن الشراكات التي أحدثتها المؤسسة منذ إنشاءها، مع الفاعلين الاقتصاديين من القطاعين العام والخاص تدفعنا إلى التطلع بتفاؤل إلى النجاح جميعا في إنجاز المهام التحسيسية والتربوية النبيلة التي أناطها بنا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

ونود من هذا المنبر أن ننوه بكافة الشركاء وتشجيعهم على المثابرة، لاسيما وأن الطريق مازال طويلا قبل أن يستوعب كل منا ما تسديه لنا الطبيعة من جليل الخدمات، ويتبين هشاشة التوازنات البيئية التي تتوقف عليها مجتمعاتنا، وكذا الفوائد التي يمكن لنا أن نجنيها من هذه المقاربة الجديدة.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

الأعلى
خطاب
08 ديسمبر 2023

صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف جلسة رفيعة المستوى حول شراكة التعليم الأخضر – الجمعة 8 ديسمبر 2023

صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف جلسة رفيعة المستوى حول شراكة التعليم الأخضر – الجمعة 8 ديسمبر 2023