البرنامج الرائد لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سيقوم بتغطية 89 شاطئاً بالمملكة.
سيتميز صيف سنة 2016 بمشاركة 89 شاطئاً في برنامج “شواطئ نظيفة”، وهو برنامج يمتد عبر شواطئ المملكة، من السعيدية إلى الداخلة. فالأمر الذي كان في البداية عملية لتنظيف الشواطئ قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس بإطلاقها سنة 1999، أصبح الآن برنامجاً بيئياً شاملاً يشمل جوانب عديدة، بما فيها النظافة والأمن والتنشيط والتربية والتوعية وكذلك التهيئة.
وقد تمكنت المؤسسة بسرعة من أن تجمع حول برنامجها عدداً من الفاعلين، منهم الجماعات الساحلية، إضافة إلى المديرية العامة للجماعات المحلية وهيآت المجتمع المدني والشركاء الاقتصاديين ذوي المكانة المرموقة. وهكذا تقوم 29 مقاولة من القطاعيْن العام والخاص بدعم 44 جماعة، حيث ازداد عدد الشواطئ المندرجة في البرنامج بشكل سريع، موازاة مع ازدياد الإقبال على الشواطئ. ففي سنة 2015، عرفت هذه الشواطئ إقبال أكثر من 100 مليون زائر طوال فترة الصيف.
وستشهد شواطئ البرنامج هذه السنة كذلك ارتفاعاً ملحوظاً في عدد المصطافين الذين يرتادونها كل يوم، خصوصاً لنظافتها وجودة تهيئتها وتميُّزها بالأمان. إذ أن برنامج “شواطئ نظيفة” يحظى باهتمام السياح ويتميز بتنظيم مُحكم؛ فهو يضمّ 2200 سباحاً منقذاً ويشمل 69 شاطئاً خاضعاً للتشوير، إضافة إلى 54 مركزاً للإسعافات الأولية تدبرها أطر طبية و متطوعون تابعون للهلال الأحمر المغربي ، وغير ذلك من المميزات. كما ستشهد هده الشواطئ القيام بأنشطة ترفيهية وتربوية لتحقيق التنمية المستدامة لفائدة المصطافين وخاصة الشباب منهم، و التي ستتركز هذا الصيف على التحسيس و الاخبار حول المؤتمر العالمي المقبل حول المناخ (كوب 22) الذي سينعقد بمراكش و كدا آثار التغيرات المناخ.
تحسين حالة الشواطئ البرنامج هو نتيجة لسنوات من الجهود المبذولة من قبل المؤسسة وشركائها، بما في ذلك الاقتصادية، لتوعية وتربية المصطافين حول نظافة الشواطئ، واحترام هذا الفضاء المشترك. في كل عام، تبذل جهود خاصة لفائدة الأطفال، من خلال القيام و برمجة أنشطة تربوية على البيئة، و من تعبئة الجامعة الوطنية للكشفية المغربية و عدة جمعيات محلية.
وقد أصبح برنامج “شواطئ نظيفة” نموذجاً لتنظيم الشواطئ وتدبيرها، حيث تبذل المؤسسة جهودها لتزويد الجماعات الساحلية بالأدوات اللازمة لتدبير الشواطئ التي تقع تحت مسؤوليتها. كما باتت خطط استعمال الشواطئ وتدبيرها أداة ضرورية على مستوى كل شاطئ، وتم هذه السنة إعداد دليل تقني لتهيئة الشواطئ، إضافة إلى القيام بدورات إعلامية وتكوينية بشكل منتظم ما بين 26 أبريل و 2 يونيو، لفائدة 120 مسؤولا تقنيا مكلفا بتدبير الشواطئ التابعين لـ 25 ولاية وعمالة، وأزيد من 56 جماعة ساحلية، ودلك بتعاون مع المديرية العامة للجمعات المحلية. وهكذا فقد عُنِيَ برنامج “شواطئ نظيفة” بالساحل، بما في ذلك المسافة الممتدة بين الشاطئ ومحيط الشاطئ.
وفي إطار هذا البرنامج، تحاول الشواطئ الأكثر تقدما تنظيم سياستها لنيل علامة “اللواء الأزرق” المتميزة، وهي العلامة البيئية الدولية التي وضعتها مؤسسة التربية البيئية ونقلتها إلى المغرب مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. ويتعلق الأمر بـ 22 شاطئاً فازت بهذه العلامة برسم 2016، مقابل 23 شاطئاً فازت بها في سنة 2015. ويُعتبر هذا الانخفاض الطفيف أمراً ضرورياً للغاية بحكم تشديد المعايير في هذا المجال. واليوم، يدُلُّ فوز هذه الشواطئ الاثنى والعشرين، والتي تُعدّ من الشواطئ الأكثر شعبية في المملكة، على مدى التوعية التي استفادت منها في مجال البيئة، سعياً منها لتنْضَمَّ إلى مصافّ أفضل الشواطئ في العالم.
و تعد جوائز للا حسناء “الساحل المستدام” ، التي عرفت انطلاقة دورتها الثانية في شهر أبريل ، مصدر تحفيز إضافي للجماعات الساحلية وشركاء الاقتصاديين وهيآت المجتمع المدني من أجل القيام بمبادرات لافتة، و الظفر بهده الجوائز.