هذه السنة، تم الاحتفال باليوم العالمي للتغذية تحت شعار قوي يتمحور حول “الحق في الغذاء“. في إطار هذا الاحتفال المنظم من قبل المركزالحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة في المدرسة الإيكولوجية ” القدس” الحاصلة على شارة “اللواء الأخضر” ، شارك 40 تلميذاً من أربع مدارس إيكولوجية مختلفة، في يوم مليء بالاكتشافات والتعلم،الذي تم التركيزفيه على أهمية التنوع البيولوجي، الزراعة المستدامة، والتغذية الصحية.
بدأ اليوم بمقدمة عن التنوع البيولوجي وعلاقته الأساسية بالغذاء. حيث تعلم التلاميذ من خلال مسابقة تفاعلية أن حماية التنوع البيولوجي تضمن صحة التربة، مما يسمح بنمو محاصيل متنوعة ذات جودة عالية ومغذية. ومن خلال الحفاظ على بيئتنا وأنظمتها البيئية، نضمن توفير الغذاء ليس فقط للوقت الحاضر، ولكن أيضاً للأجيال القادمة.
ولترسيخ هذه المعرفة، شارك الأطفال في نشاط حصاد داخل بستان المدرسة. برفقة بستاني، قاموا بجني الخضروات المزروعة ، ما أتاح لهم فرصة مشاهدة تأثير الممارسات الزراعية المستدامة مباشرة على الإنتاج الغذائي. كانت هذه الخطوة الأولى في مسارهم قبل الانتقال إلى ورشة عمل للطهي تحت إشراف طهاة محترفين. اكتشفوا من خلالها كيف يمكن تحويل هذه الخضروات المزروعة بشكل مستدام إلى أطباق لذيذة ومتوازنة. لم يقتصر دور الطهاة على تعليمهم تقنيات الطهي فحسب، بل أكدوا أيضاً على أساسيات التغذية المتوازنة وأهمية النظافة وسلامة التعامل مع الأطعمة. مما جعل الأطفال يدركون أن التغذية الصحية مرتبطة بشكل وثيق بممارسات مسؤولة، من المزرعة إلى المائدة.
كما تضمنت الفعالية تحدياً رياضياً شارك فيه التلاميذ، يجمع بين النشاط البدني والتفكير في العافية. ذكَّر هذا النشاط بأن “العقل السليم في الجسم السليم”، مشدداً على دور التغذية المتوازنة في الحفاظ على الصحة الجيدة، بجانب تشجيع التمرين البدني.
واختتم البرنامج بورشة عمل تفاعلية حول الزراعة المستدامة )Permaculture(. أتاح هذا النشاط للأطفال فرصة التعرف، بطريقة ممتعة، على كيفية استخدام الممارسات الصديقة للبيئة التي تساهم في إنتاج غذاء صحي، مع الحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية.
خلال هذا اليوم، تمكن التلاميذ من استكشاف وفهم كيفية مساهمة حماية التنوع البيولوجي والأساليب الزراعية المستدامة في تحقيق تغذية صحية ومستدامة، مع مشاركتهم النشيطة في كل مراحل الورشات، من التربة إلى المائدة.