جميعا من أجل بيئتنا

ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للاحسناء، يوم الجمعة 14 يونيو 2013، بمدينة مراكش، مجلس إدارة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بحضور أعضاء المجلس، لاسيما السيد فؤاد الدويري وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة والسيدة مريم بنصالح شقرون، رئيسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب.

وأعربت صاحبة السمو الملكي عن اعتزازها بما تم إنجازه من أعمال وبالنتائج الملموسة التي تم تحقيقها منذ إنشاء المؤسسة سنة 2001، وذكّرت سموها بمختلف البرامج التي تسهر عليها المؤسسة، كما استعرضت سموها حصيلة سنة 2012 واطلعت على المشاريع المقررة لسنة 2013.

برامج “شواطئ نظيفة”

بتعاون مع المديرية العامة للجماعات المحلية والمديريات المعنية، يتم حاليا الإعداد لصيغة جديدة من برنامج “شواطئ نظيفة”، من المنتظر أن تعرف انخراطا أكبر من الجماعات من بينها بالأساس تدبير ثرواتها الشاطئية بغية ضمان حماية أفضل والعمل على استفادة الساكنة المحلية من خيراتها.

وفي سنة 2012، هم البرنامج 71 شاطئا منها 20 حصلت على علامة “اللواء الأزرق” موزعة على 45 جماعة، تدعمها 25 مقاولة عمومية وخاصة.

البحيرة البحرية لمارشيكا

في صلب مهمتها، تسهر المؤسسة بخصوص هذه البحيرة، التي تعد من بين أهم البحيرات المتوسطية، على عمليات التحسيس والتربية على التنمية المستدامة، كهدف مجتمعي، يتم نشرها على نطاق واسع على مجموع الواجهة المتوسطية بل وحتى الأطلسية.

ومنذ انطلاق العملية، تم التوقيع على 4 اتفاقيات مع مختلف الشركاء، مما مكن كل واحد من قياس الفائدة وتأثير التحسيس والتربية على البيئة وضرورة التوفر على وسائل تمثيل مشترك ومؤشرات يتقاسمها كل الفعاليات.

محمية المحيط الحيوي ما بين القارات في البحر الأبيض المتوسط

ترمي مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة من خلال هذا المشروع إلى تشجيع أصحاب مشاريع البنيات الأساسية الكبرى للمنطقة على اقتحام أبعاد التنمية المستدامة وبالتالي من خلال إطلاق برنامج شامل للتربية والتحسيس. وبهذا الصدد، وفي إطار الاتفاقيات الموقعة مع شركائنا، تم تنفيذ العديد من العمليات التربوية والتحسيسية أو توجد قيد التنفيذ؛ كما هو الشأن بالنسبة لإعداد قرص مدمج تفاعلي عن محمية المحيط الحيوي ما بين القارات في البحر الأبيض المتوسط وإطلاق الشروع النموذجي التجريبي حول تشجيع السياحة المسؤولة في المنتزه الوطني لتلاسمطان والمواقع التابعة للمحمية التي تعرف إقبالا أكبر ومنظومة للمعلومات الجغرافية (SIG).

خليج الداخلة

كان نجاح المشروعين السابقين حافزا لشركاء مختلفين ليلتمسوا من المؤسسة المشاركة في برنامج لدعم التنمية المستدامة لخليج الداخلة وتوفير الظروف المواتية للتحاور والتشاور من أجل الحفاظ على هذا الفضاء العالي القيمة البيولوجية والبيئية. وقد عرفت سنة 2012 تكوين لجنة تَتَبُّع وإعداد برنامج عمل وإقامة مرصد للبحيرة، كما تم بسطُ أهم البرامج البيداغوجية للمؤسسة

برنامج جودة الهواء

أنهت المؤسسة برنامج اقتناء المحطات الخاصة بشبكة قياس جودة الهواء التي تستمر إدارة البيئة ومديرية الأرصاد الجوية الوطنية في تعزيزها. ومع متم سنة 2012، كانت الشبكة تضم 30 محطة للقياس ومختبرين متنقلين.

وبالموازاة مع ذلك، انطلقت دراسة انتشار الأوبئة، بشراكة مع وزارة الصحة وإدارة البيئة وبدعم من ولاية الدارالبيضاء الكبرى، على المحور ما بين الدارالبيضاء-المحمدية، بغية قياس تأثير تلوث الجوي على صحة المواطنين.

وقد مكنت المرحلة الأولى من هذا الدراسة الهامة من إعداد حصيلة أولية تشمل ثلاثة أشهر في منتصف فبراير 2012. ثم امتدت الدراسة لتشمل مجموع تراب الدارالبيضاء الكبرى، وهمت المستشفيات العمومية ومصحات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ومراكز تشخيص داء السل والأمراض التنفسية ومراكز الصحة الأساسية ومكاتب حفظ الصحة الجماعية وغيرها، وتم تجميع المعطيات المتعلقة بالصحة وبجودة الهواء على مدى الفترة المتراوحة ما بين فاتح نونبر 2011 و31 أكتوبر 2012، وتوجد قيد التحليل والمعالجة.

برنامج التعويض الطوعي للكربون

يستمر برنامج التعويض الطوعي للكربون الذي أطلقته صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء في 23 أبريل 2009 لأول مرة بالمغرب، في نمو وتطور بشكل مضطرد.

وقد سمحت الاتفاقيات الموقعة مع مختلف الشركاء من غرس 3500 نخلة مثمرة على مدار التنزه بواحة النخيل بمراكش وتزويد مجموعات اللوحات الشمسية وتركيبها في 86 مدرسة قروية و22 مسكنا لأساتذة الأقاليم المنعزلة وبتوزيع 500 دراجة هوائية لفائدة تلاميذ المدارس الابتدائية بواحة النخيل بمراكش (التشجيع على استعمال وسائل نقل غير مُصدِرة للتلوث وتحسين الحياة المدرسة للأطفال)، أو بإعادة تهيئة البوابة الإلكترونية وإعداد قرص مدمج تفاعلي لفائدة المدارس الإيكولوجية.

ومن جهة أخرى، شرعت المؤسسة في دراسة بشراكة مع وكالة البيئة والتحكم في الطاقة (ADEME) تهم إنجاز وسيلة احتساب حصيلة الغازات المسببة في الاحتباس الحراري (GES) وقاعدة للكربون (عوامل الإصدارات) تلائم السياق الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بالمغرب.

ومن جهتها، تدخل الدراسة من أجل تكييف منهجية حصيلة الكربون المغرب وتنفيذها على 3 مواقع (صناعي وسياحي وإداري) في إطار اتفاقية تعاون بين وكالة الطاقة والتحكم في الطاقة ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، مما سيشكل للمؤسسة وسيلة هامة لتحسيس القطاعين العمومي والخاص بظاهرة الاحتباس الحراري والتغير المناخي.

برنامج المقاولات صديقة البيئة

تم تنظيم ورشات موضوعاتية ضمن برنامج دعم التنمية المستدامة بالحيرة البحرية لمارشيكا ومحمية المحيط الحيوي ما بين القارات في البحر الأبيض المتوسط والمؤسسات السياحية المعنية ببرنامج “المفتاح الأخضر”.

وفي إطار البرنامج نفسه، تم إنجاز عملية أولى نموذجية تجريبية لتوظيف الوحل الصادر عن محطات تطهير الناظور الكبير، خلال شهر أكتوبر 2012، بدعم من المكتب الوطني للماء والكهرباء والغرفة الفلاحية للناظور الكبير وخبراء دوليين متمرسين على هذه التقنيات. وتشكل هذه العملية حلا مستديما ومستمرا بواسطة تحضير السماد الطبيعي من النفايات الخضراء والأوحال ومن شأنه أن يتطور موازاة مع محطات معالجة المياه العادمة الصادرة عن التجمعات السكنية الكبرى للمملكة.

 

التربية البيئية

أ‌- برنامج “المدارس الإيكولوجية”

يمكن هذا البرنامج من إرساء أسس تعلم يتعلق بالحفاظ على البيئة، يستمر تعميمه تدريجيا، إذ توجد حاليا 675 مدرسة من 16 جهة و81 مندوبية مسجلة بالبرنامج التعلق بالفترة ما بين 2010-2013، منها 271 قروية (40%) و404 حضرية (60%).

وقد حصلت 55 مدرسة على علامة “اللواء الأخضر” من 105 مدرسة مرشحة، منها 63 بالنسبة للسنة الدراسة 2011-2012، أقامت خلالها 28 مدرسة مشاريع بيئية داخل مؤسساتهم طبقا لمنهجية “المدارس الإيكولوجية” وحصلت على شارة “اللواء الأخضر”.

ب‌- برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة”

شكل الاحتفال بالذكرى العاشرة على انطلاق برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” مناسبة للوقف على المستوى الذي بلغه البرنامج الذي يحث ويشجع تلاميذ المؤسسات الثانوية المتراوحة أعمارهم ما بين 12 و18 سنة، بتأطير من أساتذتهم، على تناول موضوع مرتبط بمحيطهم وبيئتهم (كمواضيع النفايات والماء والطاقة والفلاحة والمدن والساحل والتنوع البيولوجي ونحو ذلك). ومن خلال مشاركة ما يناهز 2000 تلميذ ينتمون إلى 16 أكاديمية من أقاليم المملكة في سنة 2012، أظهرت الدورة العاشرة لهذه المسابقة حماس التلاميذ بهذا البرنامج. فقد أنتجوا 64 تحقيقا مكتوبا و359 صورة، خضعت لدراسة أعضاء اللجنة وتحليلهم. وقد تم تتويج ستة تحقيقات مكتوبة وخمس صور فوتوغرافية.

ت‌- تعزيز قدرات الشباب ممتهني التواصل بشمال إفريقيا

يهدف هذا البرنامج الذي تسهر على تسييره مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، بشراكة مع الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة (UICN-Med) إلى تحسين قدرات الصحفيين الشباب في مجال البيئة. وقد هم المشروع النموذجي التجريبي الأول 15 صحفيا بيئيا من المغرب والجزائر وتونس، من خلال تزويدهم بالمعارف حول الإشكاليات البيئية (تغيرات المناخ والطاقات المتجددة وأهمية المنظومات البيئية الغابوية) والمقاربات الأكثر نجاعة في ميدان البحث والتحري والتواصل. كما تم تنظيم دورات تكوينية عن بعد في 2012 من خلال قاعدة للتعلم بالانترنيت، أُعِدت خصيصا لهذا الغرض ( www.rcmdd.ma).

السياحة المسؤولة

برنامج “المفتاح الأخضر”

يتوجه هذا البرنامج بالأساس لمهنيي السياحة، وحتى للعموم، ويمثل فرصة مواتية لإقامة صناعة سياحية خضراء. وقد حصلت 70 مؤسسة على علامة “المفتاح الأخضر” في 2012، وهي السنة التي عرفت حصول مؤسسات الفاخرة وذات الشهرة الدولية.

وتنبغي الإشارة إلى أن اللجنة الوطنية قامت بملائمة الجدول الجديد لمعايير المفتاح الأخضر لفترة 2013-2015 مع السياق المغربي، وتم عرضها على مجموعة مختارة من المؤسسات الحاصلة على العلامة، من أجل إبداء الرأي والملاحظات.

برنامج الحفاظ على واحة النخيل بمراكش وتنميتها

يدخل هذا البرنامج في مرحلته الثانية، إذ أن سنة 2012 عرفت انطلاق إقامة منظومة لسقي النخل تعطي الأفضلية للضخ بالأجهزة الشمسية التي تمكن من تقليص استهلاك الوقود ومن ثمة من تحسين جودة الهواء. وقد استفادت برامج الغرس لسنة 2012 من هذه المقاربة الجديدة من خلال سقي ما مجموعه 12500 نخلة تشكل حالة نموذجية تجريبية قبل الإقدام على تعميمها. كما أن واحة النخيل ستستفيد من سقي نابع عن محطة تطهير المياه العادمة المعالجة.

فالحفاظ على واحة النخيل رهينة بالحفاظ على موقعها للفائدة البيولوجية والإيكولوجية الذي يضم كافة ثروتها وغناها من وحيش ونبات. وقد قامت لجنة محلية تم تشكيلها لهذا الغرض، خلال هذه السنة باعتماد العناصر الأولية لتصنيفها (تحليل النصوص التنظيمية المعمول بها والمجريات الإدارية للتصنيف وإعداد معايير مرجعية).

وعرفت هذه المرحلة الثانية تعزيز برامج التربية والتحسيس، لاسيما تصميم مسار بيداغوجي بواحة النخيل ليكون أداة للتربية والتوعية بخصوص هذا الموقع وثقافة الواحات، والذي ستتم إقامته في 2013.

وتجدر الإشارة إلى أن المسار البيداغوجي، المعتمد سلفا بالحدائق العجيبة، يمكن الزوار من الحصول على المعلومات والتحسيس، في وسط استثنائي وبطريقة ترفيهية، بخصوص الرهانات ودور التنوع البيولوجي في التنمية البشرية والفائدة من الحفاظ على تراثنا الطبيعي.

على الصعيد الدولي

حظيت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي تعد عضوا في المؤسسة الدولية للتربية البيئة منذ 2001، بـانتخابها عضوا في اللجنة التنفيذية لهذه المؤسسة، خلال الجمع العام المنعقد بدوبلن (إيرلندا) في 9 يونيو 2012، لمدة عامين. وتقوم اللجنة التنفيذية، التي يعينها الجمع العام، بتشكيل خليتها المتمتعة بصلاحية التقرير وتصادق على جميع القرارات المتعلقة بالتنمية وللتسيير الحكيم. وستشارك المؤسسة بالتالي في إعداد التوجهات الإستراتيجية لبرامج المؤسسة الدولية للتربية البيئية.

وقد تقدمت المؤسسة بصفتها عضوا مستقبليا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة (ECOSOG) بهدف الانضمام لشبكة المنظمات الأممية غير الحكومية التي يمكن هدفها في تحسين مستوى العيش والبحث عن الشغل بدوام كامل وتشجيع النمو الاقتصادي والاجتماعي. وقد تم تسجيل المؤسسة، التي تقدمت بطلب رسمي للحصول على صفة مستشار لدى المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، في الجدول الخاص بسنة 2014 للمنظمة.

كما التحقت المؤسسة بالمكتب الإعلامي المتوسطي من أجل البيئة والثقافة والتنمية المستدامة (MIO ECSDE)، الذي يحظى باعتراف دولي كأحد أهم الشبكات المتوسطية من أجل البيئة والثقافة وتنمية المنظمات غير الحكومية. كما يعَد أحد الفاعلين الدوليين الأساسيين في مجالات حيوية لمستقبل المنطقة، وحتى خارجها. وتهيئ المؤسستان حاليا مذكرة تفاهم توجد في أطوارها النهائية، ترمي لتنزيل المشاريع والبرامج حول التربية البيئية والتحسيس.

الشراكة المستقبلية مع برنامج الأمم المتحدة من أجل البيئة

شكل الاحتفال بالذكرى العاشرة على انطلاق برنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” مناسبة للسيد أشيم شتينر، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة من أجل البيئة، ليقترح على المؤسسة إقامة تعاون بغية مشاركة المعرفة التقنية حول القضايا المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة وتشجيع التربية البيئية والتحسيس وتعزيز القدرات والتكوين في مجال البيئة والتنمية المستدامة.

الموضوع التالي