افتتحت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة يوم الثلاثاء 18 يونيو 2019، مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة الكائن قرب الحدائق العجيبة في بوقنادل بنواحي سلا، وذلك بحضور عدد من الشخصيات.
هذا المركز الذي تمت تسميته من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تولت مسؤولية الإشراف عليه صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء. وهو مكرس بالكامل للتحسيس والتربية على البيئة لفائدة جميع الفئات التي يستهدفها مثل: الأطفال، والمجتمع المدني، والمقاولات، والإدارات، والجماعات الترابية… ويشكل تتويجا لثمانية عشر سنة من التزام صاحبة السمو الملكي الاميرة للا حسناء وشركاؤها، كرست لخدمة هذه المهمة التربوية التي توجد في قلب كل البرامج التي أطلقتها المؤسسة منذ إنشائها في 2001.
يسعى مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة ليكون اليوم بمثابة القاطرة الرائدة لمؤسستنا وهو ما فرض عليها متطلبات كبرى وهي: أن تكون في الطليعة وفي تجدد دائم، وأن تكون في المقدمة في المجال البيداغوجي سواء على مستوى المحتوى والمضمون، أو على مستوى وسائل النشر. فمهمتها هي أن تكون واجهة للابتكارالبيئي، وفضاء للقاء والنقاش، وحاضنة للأفكار والحلول من أجل خدمة البيئة، وخاصة بالنسبة لطلاب سلك الدكتوراه.
إن مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة الذي تم وضعه في قلب إستراتيجية المؤسسة، سيعمل على بث ونشر هذه البيداغوجية الخاصة به سواء من خلال برامج المؤسسة، أو عبر شركائها في المغرب وإفريقيا وفي حوض المتوسط والذين ستعمل المؤسسة على تجميعهم وتكثلهم.
وسيبدأ المركز بإطلاق مجموعة من المضامين التربوية التي تضم أدوات أنجزتها المؤسسة، وأدوات أخرى قدمها شركاؤها مثل: اليونسكو، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الأمم المتحدة للبيئة، واتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وشركاء آخرين. وستسمح أنشطة البحث المتقدم في مجال التربية البيئية التي ستقوم بها مع عدد من شركائها، بمن فيهم وزارة التربية الوطنية والجامعات، والمدارس الكبرى بالمغرب، ستسمح بإنتاج محتوى تروبي طليعي.
ولنشر هذه البيداغوجية بسرعة وعلى نطاق واسع، سيستخدم مركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة التقنيات الحديثة للتعليم الإلكتروني الذي يريد المركز أن يكون واجهته البارزة. وقد شاركت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في حصة تكوينية عن بعد بواسطة الموارد التكنولوجية التي تتوفر عليها قاعات التكوين الأربعة الموجودة بالمركز، والتي ستخصص لدورات تكوينية عبر الإنترنت، أو بشكل مباشر، أو بصورة جماعية أو وجها لوجه.
وستشكل هذه القاعات أداة قيمة لتكوين المربين والمربيات الذين سيعملون جاهدين على تغيير سلوك كل الفئات حتى يحافظوا على البيئة من خلال تصرفاتهم وسلوكياتهم اليومية.
في الطابق الأرضي على مستوى الحديقة، في إحدى القاعات الأربعة المتعددة الوظائف، المرتبطة بالأنترنيت، والمفتوحة كأقسام خضراء مطلة على الحدائق البيداغوجية حيث يتم انجاز بشكل فعلي أنشطة على مستوى الفضاء الخارجي من أجل تعلم مبادئ الزراعة المستدامة،وقد شاركت ثلاث مدارس إيكولوجية بحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء في دورات تكوينية في مجال التنمية المستدامة.
لقد حرصت المؤسسة عند بناء هذا المركز على أن تكون مثالية في سعيها لتوفير البيئة الملائمة من حيث: اندماج الموقع، ومواد البناء البيئية مثل التربة والخشب، ومحطة الطاقة الشمسية لضمان استقلالية طاقية، وتجميع مياه الأمطار، ومعالجة مياه الصرف الصحي، وتدبير النفايات، وموقف سيارات نفيذ وتحت الأشجار، وكذا تهيئة الحدائق بشكل يذكر بالبيئة الطبيعية المحيطة.
إن الخبرة التي تمت مراكمتها من خلال هذا المشروع الفاضل ستخدم طموحنا من أجل تطوير علامة جودة خاصة من أجل بناء مستدام ومتميز بالمملكة.