
في دورتها الثالثة والعشرين، التي تتوافق مع الموسم الدراسي والجامعي 2024-2025، عرف مسابقة “الصحفيون الشباب من أجل البيئة”، التي تنظمها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة الجليلة للا حسناء، وبشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تعبئة قوية من طرف الشباب المغربي حول موضوع:
” إعادة تأهيل النظم البيئية: التزموا وألهمونا بأعمال مجتمعية من أجل مستقبل مستدام “.
وقد شهدت هذه الدورة مشاركة متميزة، حيث تم ترشيح أكثر من 1200 عمل من الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين الاثنتي عشرة، مما يعكس الاهتمام المتزايد لدى الأجيال الشابة بالقضايا البيئية. على أرض الواقع، انخرط التلاميذ، تحت إشراف أساتذتهم، في مسار دقيق من البحث والتوعية، حيث قاموا بتسليط الضوء على التهديدات التي تطال مختلف الأوساط الطبيعية: الغابات المتدهورة، المناطق الرطبة المهددة، التربة المستنزفة، الأنهار الملوثة، والسواحل الهشة، مع إبراز مبادرات محلية ناجحة في التجديد والحفاظ.
وقد اجتمعت لجنة التحكيم الوطنية، المكوّنة من خبراء ومهنيين في الإعلام والصحافة، من 22 إلى 25 أبريل بمركز الحسن الثاني الدولي للتكوين في البيئة، وهو الوحدة الأكاديمية للمؤسسة، حيث أشاد جميع الأعضاء بغنى المساهمات ونضج الرؤى المعروضة حول الموضوع.
وعقب المداولات، تم تتويج 22 ربورتاج، موزعة بين 8 ربورتاجات مكتوبة، 7 روبورتاجات فوتوغرافية، و7 روبورتاجات مصورة، من انجاز 75 تلميذة وتلميذ تحت تأطير 22 أستاذة وأستاذ.
وقد تميزت هذه الإنتاجات بجودتها الصحفية، وتجذرها في الواقع المحلي، وقدرتها على نقل قصص ملهمة تحمل حلولاً ورسائل قوية. وهي تعكس وعياً جماعياً متزايداً بأن استعادة النظم البيئية لم تعد خياراً، بل أصبحت ضرورة، تتطلب تعبئة مواطنة، متضامنة ومستدامة.
ومن بين الفائزين على المستوى الوطني، تم ترشيح 6 من الإنتاجات للمشاركة في المسابقة الدولية لبرنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة” التي تنظمها المؤسسة الدولية للتربية البيئية، مما يعزز إشعاع التزام الشباب المغربي على الصعيد العالمي. وقد تميّز إنتاجان مغربيان خلال هذه السنة على الصعيد الدولي، مما يعكس تميز الصحفيون الشباب المغاربة والتزامهم القوي:
- الجائزة الأولى الدولية في صنف الربورتاج المكتوب للفئة العمرية 15-18 سنة؛ والتي حازت عليها الأكاديمية الجهوية درعة تافيلالت: “أجدال: حكمة الأجداد لحماية الطبيعة والمياه في جبال الأطلس”.
- الجائزة الثالثة الدولية في صنف الفيديو للفئة العمرية 11-14 سنة؛ ؛ والتي حازت عليها الأكاديمية الجهوية الرباط سلا القنيطرة: “الغطاء الغابوي بإقليم سيدي سليمان: ثروة طبيعية في مواجهة الاستنزاف الصامت “.
ويجسد هاذان التتويجين الإشعاع المتزايد لبرنامج “الصحفيون الشباب من أجل البيئة “، وقدرة شبابه على تقديم قصص مؤثرة، متجذرة في الواقع المحلي وتحمل حلولاً مستدامة على الصعيد الدولي.
تكريساً لقيم البرنامج وتثميناً لمواهب الصحفيين الشباب، تحتضن حالياً حديقة الحسن الثاني بمدينة الداخلة محطة جديدة من محطات المعرض الفوتوغرافي المتنقل “نظرة أخرى على البيئة”، بعد أن كانت وجهته السابقة مدينة فاس. يسلّط المعرض الضوء على أبرز الأعمال الفائزة عبر مختلف دورات المسابقة، ويكرّم التلاميذ والمؤطرين الذين أسهموا، على مرّ السنوات، في ترسيخ هذا البرنامج كرافعة تربوية فاعلة لنشر الوعي البيئي وتعزيز ثقافة التنمية المستدامة لدى الأجيال الصاعدة. وبهذه المناسبة، تُوجَّه الدعوة إلى ساكنة الداخلة وزوارها لاكتشاف هذه الإبداعات الشابة التي تعكس التزاماً متزايداً من طرف الشباب المغربي تجاه قضايا البيئة والمستقبل المستدام.














